يبدأ فى أكتوبر من كل عام الموسم الشتوى للسياحة فى الفيوم ومحمياتها الطبيعية، خاصة وادى الحيتان الذى يقبع داخل وادى الريان، وعثر به على عشرة هياكل كاملة لحيتان كانت تعيش فى تلك المنطقة قبل نحو 40 مليون سنة، وصنفتها اليونسكو عام 2005 كأفضل منطقة للتراث العالمى للهياكل العظمية. وتنتظر مئات الأسر من العاملين بالسياحة فى محافظة الفيوم هذا الوقت من كل عام لتزورهم أفواج المصريين والأجانب لمشاهدة آثار عصر سحيق تنتقل اليه فور استقلالك سيارة مناسبة تدخل بها صحراء الفيوم القريبة مكانا والبعيدة جدا زمنا، فاسم المكان على مسماه هو وادى الحيتان، تمكث فيه بقاياها من عظام وأسنان وهياكل شاهدة على حكمة الكون فى الخلق: «إذا لم تتأقلم مع الظروف ستندثر وينتهى زمنك». ويشير أشرف شعبان، أحد أبناء القرية العاملين فى السياحة الداخلية وتنظيم رحلات السفاري، إلى أن الأجانب المقيمين بمصر هم سفراؤهم للعالم، ولذلك فإن هناك اهتماما خاصا بتنظيم رحلات قصيرة يوما أو أكثر داخل الصحراء لمشاهدة المناطق المتفردة فيها كالبحيرة المسحورة ووادى الريان ووادى الحيتان بمتحفيه المفتوح والمغلق وبقايا عظام حيواناته وأحيائه المائية المندثرة. والشيء المفتقد هو اهتمام المصريين أنفسهم بمشاهدة هذا التراث العالمى القريب للغاية منهم على بضعة كيلومترات قليلة من القاهرة، وملايين الأعوام من الزمن.