واصلت أسعار الأسمنت ارتفاعها خلال الأيام القليلة الماضية ليصل معدل الزيادة الى نحو 100 جنيه فى الطن وسجل سعر تسليم المصنع ما بين 885 إلى 970 جنيها للطن، فحين كانت أسعارها الأسبوع الماضى تتراوح ما بين 778 إلى 890 جنيها للطن، بينما وصل سعر طن الأسمنت للمستهلك وفقا لآخر أسعار معلنة بين 1010 إلى 1090 جنيها للطن. ويقول مدحت إسطفانوس رئيس شعبة الأسمنت باتحاد الصناعات ان التغيير الذى طرأ على أسعار الأسمنت ليس رفعاُ لأسعاره بل خفض لنسبة الخصم من قبل الصناع ، موضحا أن قطاع صناعة الأسمنت يعانى خسائر فادحة خاصة فى الأشهر الستة الماضية مع ارتفاع تكلفة الإنتاج وتراكم الفائض فى الإنتاج ليصل لنحو 30 مليون طن أسمنت، وتراجع المبيعات على المستوى المحلى مما دفع المصنعين للبيع بأسعار أقل من التكلفة الحقيقية أى البيع بخصومات من أجل التخلص من فائض الإنتاج، لكن مع زيادة الخسائر جاءت خطوة تقليل الخصم أو رفع الأسعار كما تقولون. وأكد أن تداعيات الخسائر دفعت إحدى الشركات الكبرى للخروج من السوق بعد وصول خسائرها لمليارات ، مشيراً إلى أن شركتين فقط صمدتا فترة وجيزة أمام هذه التحديات وهما العربية للأسمنت وأسمنت بنى سويف. أوضح أن العرض والطلب سيحكم الأسعار وهو ما ستكشفه الأسابيع القليلة المقبلة، رغم أن المؤشرات المبدئية تشير لحالة ركود فى حركة البناء. كما أكد محمد عبدالرحمن حماد صاحب شركة لتجارة الأسمنت أن المصانع تكبدت خسائر فادحة خلال الفترة الماضية، على الرغم من تحقيقها مكاسب وأرباحا تصل إلى 60 مليون جنيه خلال شهرى مارس وأبريل الماضيين لتأتى ارتفاع أسعار الطاقة خلال النصف الآخر من العام الحالى لتلتهم جميع الأرباح التى تحققت من قبل وتتحول نتائج الشركات إلى خسائر كبيرة، ووصل قدر الخسائر فى سعر تكلفة الطن إلى تحمل المصنع نحو 250 جنيها زيادة مقارنة بسعر البيع ، لتتواصل الخسائر لنحو 22 مصنعا من إجمالى 24 مصنع أسمنت بالسوق المصري، ومن المصانع الخاسرة القومية للأسمنت التى تجاوزت خسائرها 4 مليارات جنيه، بينما تماسك كل من العربية للأسمنت وبنى سويف للاسمنت، وهو الأمر الذى دفع المصنعين للاتفاق على رفع الأسعار لوقف نزيف الخسائر وليس تحقيقاً للأرباح. وأوضح أن تكلفة طن الأسمنت تصل نحو 750 جنيها بدون ضرائب والبالغة 155 جنيها للطن، لتصل نحو 905 جنيهات تقريبا بخلاف سعر النقل وذلك سعر المصنع الذى يسلم به التجار، مشيرا إلى إن معدل الارتفاع حتى إن تجاوز 100جنيه للطن لم يحقق العدالة المرجوة منه . واتفق معهم أحمد عبدالحميد رئيس غرفة صناعة مواد البناء باتحاد الصناعات أن سعر طن الأسمنت يتحدد وفقاً لتكلفة الإنتاج والنقل وهامش ربح التاجر، وأن صناعة الأسمنت مرت خلال الفترة الماضية بالعديد من التحديات، على رأسها ارتفاع أسعار الطاقة مما حول مؤشر الشركات من أرباح إلى خسائر، ومع استمرار خسائر الشركات وارتفاع تكلفة الإنتاج، دفع المصنعين لرفع الأسعار لتقليل الخسائر.