تحدث العالم كثيرا خلال العقود الماضية عن أمراء وقادة الإرهاب على المستوى العالمى من أمثال بن لادن وكارلوس والثنائى الألمانى بادر وماينهوف، وكل من هؤلاء ارتبط بعملية إرهابية كبيرة، وكان تفجير برجى مركز التجارة بنيويورك هو قمة أعمال «بن لادن» فى حين كان اختطاف وزراء بترول منظمة أوبك اثناء اجتماعاتهم فى العاصمة النمساوية فيينا والافراج عنهم فى الجزائر عقب مفاوضات شاقة وبعد تقاضى الثمن المطلوب لكارلوس، أما الثنائى الألمانى فقد نفذ عدة عمليات إرهابية من أهمها اختطاف وقتل رجل الأعمال الألمانى هانز مارتن شلاير. وهذه المنظمات وغيرها ظلت تستهدف الآمنين من المدنيين، وحقق «بن لادن» أكبر قدر من الخسائر البشرية فى «غزوة نيويورك» حيث تجاوز الرقم 3 آلاف فرد. ومن المعروف أن «بن لادن» تلقى تدريبه على أيدى الأمريكيين، وظل يعمل فى خدمتهم طوال سنوات «الجهاد» ضد الاحتلال الروسى لأفغانستان، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتى والانسحاب من أفغانستان تحول للعمل ضد الأمريكيين بعد أن خاب أمله فيهم وبعد أن تجاهلوه بعد أن انتهى دوره ولكن هذا الإرهابى نسى أو تجاهل أن هناك ثمنا لابد من دفعه، ونسى انه مهما كانت براعة الاختفاء وشدة الحذر وكثرة التنقل بين الكهوف الجبلية وغيرها، فان المطالبين برأسه يمكنهم العثور عليه. وفعلا تم العثور عليه بمقر الاختفاء بباكستان وتمكن المهاجمون الأمريكيون من قتله هو ومعظم من كانوا معه. وكان الدرس له ولكل الإرهابيين أن القتل هو النهاية الحتمية. وبالنسبة لباور وماينهوف فقد تمكن الألمان من العثور عليهما ووضعهما خلف الأسوار وبعد مرور فترة قصيرة تم الإعلان عن قتلهما أثناء عملية هروب ولكن الحقيقة أنه تم قتل الموجودين منهم بالسجن عمدا قبل أن ينفذوا خطة هروب ويواصلوا عملياتهم الإرهابية. وكان ميلاد ونشاط هذه المنظمة الإرهابية فى ظل موجة هائلة من النشاط الإرهابى الأحمر الذى امتد من اليابان إلى أمريكا اللاتينية. ومن المهم أن نتذكر أن كارلوس كان قد تحول إلى أسطورة كأحد قادة ونجوم الأعمال الإرهابية بعد أن تلقى تدريبه فى معسكرات الجبهة الشعبية فى لبنان ورعاية وديع حداد الفلسطينى الإرهابى الأحمر له، وقد مارس الرجل عملياته الإرهابية بشراسة ملحوظة. وكان سقوط العالم الشيوعى صفحة النهاية لمعظم المنظمات الإرهابية الحمراء ومن بين هؤلاء كارلوس وعصابته. وأتت النهاية على يد الدكتور حسن الترابى رأس تنظيم الإخوان المسلمين والشريك فى السلطة السياسية، حيث قرر السودان منحه اللجوء السياسي، بعد عقد الترابى صفقة مع فرنسا أدت إلى تسليمه للسلطات الفرنسية ثم محاكمته وقضاء فترة عقوبة بالسجون الفرنسية, وانطوت صفحة كارلوس. وهنا فى مصر يذكر الناس أن حسن البنا قاد موجة إرهابية عاتية كانت قمتها اغتيال محمود فهمى النقراشى رئيس وزراء مصر ووزير داخليتها لمجرد أنه أقدم على وقف نشاط الجماعة. ودفع البنا حياته ثمنا لهذه الجريمة الإرهابية. ويبدو أن تلاميذ البنا لم يستوعبوا الدرس، فواصلوا نشاطهم الإرهابى وكان إعدام أعداد من القادة على رأسهم عبدالقادر عودة ثم إعدام سيد قطب وقطعت رءوس الإرهاب. ولم يتعلم الآخرون الدرس، ومنهم رئيس منظمة التكفير والهجرة الذى أقدم على اغتيال الشيخ الذهبى ووضع حكم الإعدام نهاية حياته. وتوالى سقوط رءوس كثيرة. ويظل الدرس الرئيسى أن القتل هو النهاية التى تنتظر كل قيادة إرهابية سواء أكانت حمراء أو كانت ترفع رايات إسلامية، فذلك هو درس التاريخ. لمزيد من مقالات عبده مباشر