تعطى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لروسيا، التى تبدأ خلال أيام، ويعقد خلالها قمة مع الرئيس فلاديمير بوتين، دفعة جديدة للتعاون البناء المتواصل بين القاهرةوموسكو وللعلاقات الاستراتيجية المتميزة بين البلدين.ومن المقرر أن تتناول الزيارة توسيع التبادل التجارى والاستثمارى وتنشيط الحركة السياحية، إلى جانب بحث قضايا الشرق الأوسط بما يحقق الحلول السلمية لأزماتها. وذكر تقرير، أعده المكتب الإعلامى بالسفارة المصرية فى موسكو، أن روسيا تسعى عقب تطورات الأحداث بمنطقة الشرق الأوسط خلال الأعوام الماضية، لبناء تحالفات جديدة وإعادة الصداقات القديمة، وتحديدًا مع مصر الدولة العربية الكبرى ذات التأثير الفعال بالمنطقة والعالم. كما تسعى مصر ،فى ظل قيادة الرئيس السيسى ،إلى العودة لدورها الرئيسى فى منطقة الشرق الأوسط والعالم، بقضاياه المتعددة والملحة. وتجلى ذلك من خلال بروز توجهات جديدة فى السياسة الخارجية، حيث تتجه مصر إلى تنويع علاقاتها الخارجية مع القوى الدولية كروسيا من أجل تعظيم الاستفادة وتحقيق المصالح المصرية. من هذا المنطلق، تطورت العلاقات المصرية الروسية خلال السنوات الأخيرة ،مع التأكيد على متانة وعمق العلاقات بين البلدين . ولعل تطور العلاقة وقوتها مع روسيا، التى يربطها بمصر تاريخ حافل من المواقف المشرفة على الساحة الدولية فى الآونة الأخيرة، يعد إضافة حققتها ثورة 30 يونيو 2013 ، وانفتاح هذه العلاقة المصرية الروسية واتسامها بالحيوية والفاعلية. كما يعد رسالة للعالم لإعادة تقييم موقف صناع القرار وتعبيرًا عن قدرة مصر على التحرك. وأوضح التقرير أن العلاقات بين القاهرةوموسكو شهدت على مدار 72 عاما منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية ديناميكية وحيوية، بتبادل الزيارات واللقاءات بين المسئولين المصريين والسوفيت ولم تتوقف إلا لفترة وجيزة فى السبعينيات، لتعود من جديد فى الثمانينيات ،ولكن الظروف الدولية باتت تقتضى إعطاء دفعة جديدة لهذه العلاقات المتميزة . وأشار التقرير إلى الزيارات المتبادلة بين قيادات وكبار المسئولين بالبلدين، موضحا أنه فى هذا الإطار قام فلاديمير بوتين رئيس روسيا بزيارة لمصر يومى 9 و10 فبراير 2015، بدعوة من الرئيس السيسي. ودعمت هذه الزيارة العلاقات القوية بين مصر وروسيا اللتين ما زالتا تلعبان دورا قياديا على الساحتين الإقليمية والدولية، فى ظل أجواء من التوتر والغيوم التى تخيم على منطقة الشرق الأوسط بالنزاعات فى ليبيا والعراق وسوريا واليمن، بينما تسيطر هذه الأجواء على أوروبا التى تشهد نزاعاً فى أوكرانيا مما أثر على العلاقات الروسية الأوروبية. وبحث الرئيسان السيسى وبوتين ،خلال الزيارة ،سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلًا عن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.كما تبادلا الآراء حول تطورات الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، وكذلك الموقف فى كل من سوريا وليبيا، إضافةً إلى سُبل دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.