تعيش كل أم عمرها بأكمله وهى تنتظر تحقيق حلمها الأكبر وهو زواج الابنة واستقرارها مع زوجها فى بيت جميل، ولكن مع الأسف لا يتحقق هذا الحلم بسهولة إلا إذا كانت الأسرة مستقرة.. بمعنى ألا يكون هناك انفصال او طلاق او حتى خلافات بينهما فيما يمنع الأب غالبا ما يمنع عن تجهيز ابنته بشكل لائق يتناسب مع حالته المادية او قد يمتنع نهائيا انتقاما من الزوجة ناسيا تماما حقوق الابنة. وتحكى زينب محمد الشافعى عن معاناتها فقد انفصلت عن زوجها منذ أكثر من عشر سنوات, واستطاعت بعد رحلة كفاح مع المحاكم الحصول على نفقة لابنتها الصغيرة التى أصبحت شابة الآن، وتقدم للزواج منها شاب مناسب، ولكن الأب امتنع عن الإنفاق على جهاز البنت الشابة، فباعت الأم كل ما تملك بل استدانت لكى تنفق على تكاليف الزواج. أما ريم السعيد فهى شابة فى الثامنة والعشرين من عمرها حاصلة على شهادة متوسطة وتعمل بائعة فى محل للملابس وتقول إنها لا تعرف والدها، ولكنها تسمع منذ أن كانت طفلة من والدتها أنه تزوج بأخرى وأنه ميسور الحال، ورغم ذلك لم يحاول الاتصال بها.. والمشكلة التى تواجهها الآن أنها تمت خطبتها لزميل لها ولا تدرى كيف يمكن لوالدتها وحدها تدبير المبالغ الباهظة للزواج. يقول سامى على سليم المحامى بالاستئناف العالى ومجلس الدولة أن قوانين الأحوال الشخصية خلت من نص ينظم التزام الأب بتجهيز ابنته فى حالة زواجها، وطبعا هذا قصور فى التشريع رغم أن الأب ملزم بالإنفاق على ابنته او توفير ما يلزمها من غذاء ومسكن وملبس وعلاج وتعليم، ولابد أن يدخل فى إطار ذلك نفقات الزواج، لذلك يمكننا اللجوء الى العرف باعتباره أحد مصادر التشريع الذى يأخذ به القانون المصري، فالأب ملزم بالإنفاق على ابنته حتى الزواج ونفقات الزواج تدخل ضمن هذه الالتزامات، لأن الشباب فى بداية حياتهم يحتاجون الى من يمد لهم العون حتى يستطيعوا مجابهة الحياة فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى نعيشها فى الوقت الراهن، لذا إذا قامت الأم او الابنة بالإنفاق على الجهاز فالأموال المدفوعة تعد دينا على الأب ويحق لهما اللجوء الى القضاء فى حالة امتناعه عن السداد بشرط تقديم فواتير الشراء التى تبين المبالغ المدفوعة. ولذلك نرجو من مجلس النواب اصدار قانون صريح يلزم الأب بالإنفاق على تجهيز ابنته.. وتناشد الأب والأم بالحرص على ألا يكون الأبناء طرفا فى الخصومة بينهما، وألا يستخدموا كورقة ضغط فى القضايا المنظورة بينهما، وأن يلتزم الأبناء موقف الحياد حتى لا يقعوا في معصية عقوق الوالدين.