هي فعلا مجرد أحداث قد تبدو قليلة وفردية ولا تأخذ الصفة الجماعية، غير أن تكرارها وانتشارها هنا وهناك يدعو للتعامل معها بشكل جدي لأننا لو أهملناها فحتما ستأخذ بعدا آخر أكثر خطورة. ولنأخذ مثالا على ذلك ما حدث من إحدى مذيعات قناة "إم بي سي مصر" والتي أثارت أزمة بعد ظهورها على الشاشة بفستان مكشوف الصدر. الضجة التي انتشرت سريعا على مواقع التواصل الاجتماعي لم تكن بسبب الفستان المكشوف فقط، وإنما لتزامنها أيضا مع مناسبة وطنية وتاريخية كبرى مثل نصر أكتوبر، وكما يقال في الأمثال "لكل مقام مقال"، بمعنى أن الملابس لابد أن تكون مواكبة للحدث أو لنوعية المناسبة وهذا ما لم تلتزم به المذيعة!. جاء تبرير المذيعة وبعض العاملين في البرنامج بأنها كانت تحضر حفلا قبل اللقاء ولم يسعفها الوقت لتبدل ملابسها، ومع كامل احترامنا للجميع، فهذا كلام ساذج ولا ينطلي على عقل طفل صغير، لأن العملية لا تسير بهذا المنطق الغوغائي، فبالتأكيد أى برنامج لابد أن يكون له إعداد وتحضيرات مسبقة، كما أن ظروف عمل المذيعين يستدعى دائما وجود ملابس احتياطية معهم!. وعلى أسوأ الظروف وحتى لو كان كلامهم صحيحا ولم يسعفها وجود ملابس مناسبة، كان من الممكن أن تأخذ (أي شال أو طرحة) لتستر به المنطقة المكشوفة، هذا في حالة لو أرادات هي الخرج من المأزق، لكن أراهن بأنه لم يخطر ببالها شيء من هذا القبيل، فمثل هذه الأمور لم يعد لها وجود الآن عند البعض، الذين أصبحوا يتصرفون بشكل عشوائي وخارج عن السيطرة، المهم أن يفعلوا ما يحلو لهم دون مراعاة للأصول أو القواعد العامة!. المجلس الأعلى للإعلام يحقق في هذه الواقعة حاليا، غير أنه يتردد بأنها قد لا يطبق عليها عقوبات لأنها في قناة غير مصرية، مع العلم أن المذيعة مصرية والقناة وإن كانت ليست مصرية لكنها تبث من داخل مصر، بل وتحمل نفس الاسم أيضا. نرجو من المجلس أن يطبق عليها نفس القواعد والإجراءات التي اتخذت من قبل مع حالات مماثلة، أولا لكي لا يعتقد أحد أن هناك خيار وفاقوس، وفالعقاب هنا سيكون رادعا لمن تسول لهم أنفسهم فيما بعد للإقدام على مثل هذه الأفعال الخارجة عن تقاليد العمل الإعلامى، والمخالفة لعاداتنا وتقاليدنا. وأخيرا فالمشهد الإعلامي عموما أصبح في حالة هرج ومرج ويحتاج فعلا لضبط، لكي يعود الوضع كما كان عليه من احترام ومهنية عشنا وتربينا عليها، وبالتالي لا يجب أن نسمح بالخروج عليها، بل وسنظل نقف لها بالمرصاد!. [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى