طبيعي جدا أن يحدث خبرا مثل زواج الداعية معز مسعود من الفنانة الشابة شيري عادل كل هذه الضجة الكبرى عند رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فالزواج هنا لم يكن عاديا بالمرة لدى العديد من الناس، لأنه لو كان مجرد داعية يتزوج بأي إنسانة أخرى غير فنانة، مثلما حدث في زيجتيه السابقتين، لكان الأمر مر بسلام دون أن يشعر أو يهتم به أحد من أساسه!. لذا فحالة الجدل والبلبلة التي حدثت عند الناس كانت بسبب هذا التناقض بين طرفي الزواج "الشيخ والفنانة"! وإن كان الخلاف لم ينحصر كالعادة بين مؤيد ومعارض، لأن المعارضين لهذا الزواج كانوا في الحقيقة هم النسبة الغالبة وليس المؤيدين!. فمن وجهة نظر هؤلاء أنه لا يحق لداعية إسلامي يدعو الناس لتنفيذ التعاليم الصحيحة للدين، قد يكون الحجاب من بينها، ثم يقوم هو على الجانب الآخر بفعل العكس ويتزوج بفنانة وغير محجبة أيضا!. صحيح أن خطاب معز مسعود في الدين ليس صارخا مثل الشيوخ إياهم، الذين يحرمون كل شيء، فهو معتدل شأنه شأن كل الدعاة الشباب العصريين ممن يطلق عليهم ب"الدعاة الكاجوال"، ورأيه في مسألة الحجاب به تحرر كبير، حيث يراه التزاما دينيا وليس فريضة "وإن كنت أرى أنه هنا لا يقدم فتوى محددة وإنما يمسك العصى من منتصفها، حتى لا يخسر مؤيديه من الشباب، وفي ذات الوقت يكون قد حصن نفسه من تهمة عدم اعترافه بوجوب الحجاب في الإسلام حتى لا يتعرض للهجوم عليه"!. عموما لو استعرضنا أحاديث الشيخ "معز" وآرائه سنجد أن جزءا كبيرا منها سيتعارض حتما مع إقدامه على الزواج من فنانة. هناك من يبرر زواج الداعية بأنها ليست المرة الأولى، فهناك زيجات مشابهة حدثت من قبل، كان أشهرها زواج المذيع "أحمد فراج" من الشحرورة صباح، مع العلم بأنه لم يكن داعية وإنما مقدم برامج دينية، وهو من يستضيف الدعاة والمشايخ للتحدث في أمور الدين ومن أهمهم الشيخ الشعرواي. ثم من قال إن المذيع كان على صواب فيما فعله لكي يبرهنوا عليه ما فعله معز مسعود، بل العكس فإن وقتها أيضا قامت الدنيا ولم تقعد بسبب هذا الزواج الذي كان محط استنكار وغضب كبير من الجماهير، لذلك فقد باء بالفشل الذريع وانتهى سريعا بالطلاق. سؤال في النهاية للشيخ "معز": بعد زواجك من فنانة نحترمها جميعا، ألا تخشى من أنه بحكم عملها، مطالبة - مثلا - بارتداء ملابس جريئة ومكشوفة أو عارية؟!.. فهل يجوز؟! كما أنها من المؤكد قد تقدم أدوارا لشخصيات غير سوية أو منحرفة لفتيات الليل أو المدمنة أو غيره من هذه الشخصيات المرفوضة دينيا ومجتمعيا. فكيف ستخرج علينا بعدها وتحرم مثل هذه الأفعال؟!.. بينما زوجتك تقدمها حتى لو كان ذلك على الشاشة فقط وليس الحقيقة. عموما أنتم بتصرفاتكم من تؤكدون شكوكنا حول غالبية الدعاة الجدد، وعلى رأي نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين يصفونهم بالمدعين لأنهم يصدق عليهم قوله تعالي "يقولون ما لا يفعلون"، فهم يحرمون علينا كل شيء، بينما نجدهم يفعلونها في حياتهم، بزعم أنها حرية شخصية! [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى