واقعة جديدة أخري تطل علينا مؤخرا لتؤكد لنا مدي حالة التسيب الواضح الذي أصبح يجتاح الإعلام والإعلاميين عندنا , حيث قامت المذيعة شيماء جمال أثناء تقديم أحد حلقات برنامجها عن الإدمان علي قناة " l t c " بفتح كيسا يحتوي علي مادة بيضاء واستنشقته علي الهواء , ثم علقت بعدها قائلة " أنا وعدت المتصل إني هشمّ هيروين على الهوا ، وأديني وفيت بوعدي ، بس حلوة الشمة أوي " ! أرأيتم انفلاتا أكثر من هذا ! واقعة أخري تدل علي مدي الانفلات الموجود بيننا , من خلال موقع فيديو يتداوله حاليا رواد مواقع التواصل الاجتماعي , وتظهر فيه " صافينار " وهي تقوم بتقديم وصلة رقص مثبتة فوق مآذنه أحد المساجد , وهو ما أثار بدوره طبعا استياء الجميع بسبب مدي الاستهانة بحرمة المساجد لدرجة عرض شاشات رقص فوق مآذنها ! أرأيتم استهانة وانتهاك للحرمات أكثر من ذلك ! في الواقعة الأولي تعامل المجلس الأعلى للأعلام بشكل فوري وقام بوقف مذيعة الهروين ومنعها من الظهور في البرامج , وهذا طبعا إجراء طبيعي بل وضروري يجب اتخاذه علي هذا النحو السريع , خاصة وقد أصبح لدينا هيئة عامة أو جهة رسمية منوط بها محاسبة مثل تلك التجاوزات ننتظر أن يتم التعامل بالمثل مع فيديو صافينار أيضا , ويتم محاسبة المسئول عن وضع هذا الإعلان المستفز حتى لو كان تم بشكل غير مقصود , لأنه كان من المفروض علي من قام بوضعه أن ينظر حوله , فوقتها كان سيري أنه أمام مسجد هذا لو أخذنا بمبدأ حسن النية , أما لو كان العكس فالمصيبة أكبر وأعظم لأننا أصبحنا أمام ناس لم تعد تبالي بأي حرمات حتى لو كانت مساجد ! أملنا كبير أن يقوم الأعلى للإعلام بدوره الذي بناء عليه تم تأسيسه , لأننا وبصراحة شديدة لم نلمس له إلي الآن أي طفرة حقيقية تبشرنا بوجوده معنا , صحيح هناك تصريحات دائمة نسمعها من هنا وهناك , بينما علي أرض الواقع لا نري لها أي أساس ! وأخرها ما يحدث تحديدا مع واقعة " شمة الهروين " , التي لم يتخذ ضدها أي موقف حقيقي , هي مجرد تصريحات علي الورق ولكن مع إيقاف التنفيذ , والحكاية كلها أنه تارة يتردد بإيقافها عن العمل لمدة أسبوع , وتارة ثانية يتم التصريح بمنعها لمدة أسبوعين , ومرة أخري يقال بأنها ممنوعة لمدة 3 شهور , فأي واحدا من تلك التصريحات نصدقه ؟ الفيصل الوحيد في حسم تلك المعركة سيكون بتطبيق أي من هذه التصريحات حتى لو كانت مجرد أسبوع , المهم أن يتم مبدأ تنفيذ العقوبة علي كل المتجاوزين والخارجين عن كل ما هو سائد أو مألوف من الآداب والأخلاق العامة و العادات والتقاليد ! وأن لم نفعل فلنأذن بحرب جديدة أخري أكثر شراسة من العشوائية والغوغائية المتصدرة أصلا للمشهد الإعلامي والفني بكل أشكاله وصوره المتردية حاليا ! [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى;