هل يعقل ونحن نعيش في ظل أزمات عديدة طاحنة سواء سياسية أو سياحية أو خارجية أو اقتصادية وأخرها كان تعويم الجنيه واتخاذ بعض القرارات الاقتصادية الصعبة التي أقل ما توصف بأنها الأخطر في تاريخنا علي الإطلاق ! وبرغم أن ذلك كان كافيا في حد ذاته علي استحواذ اهتمام كل عقول ومشاعر وجيوب المصريين ونضع عدة خطوط تحت هذه الجملة الأخيرة تحديدا , إلا أننا وجدنا أن هناك اهتماما من نوع أخر موازي من البعض علي أحداث بعيدة كل البعد عما سبق وقلناه ! حيث تكالبت جميع وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية وشبكات التواصل الاجتماعي بجميع أطيافها وروادها إلي متابعة " عرس الموسم " بين أيمي سمير غانم وحسن الرداد , حيث راح العديد منا ينشغل بكل صغيرة وكبيرة في الفرح الشهير بدءا من شكل ومكياج العروسة إلي العريس الذي تحدي المألوف وخرج عنه حين ارتدي بدله " زرقاء " وليست " سوداء " كما هو معتاد عليه في مثل هذه المناسبات! أما الكبيرة التي قلبت الدنيا ولم تقعدها فكانت في شقيقة العروسة الفنانة " دنيا " التي كانت هي محط أنظار الجميع داخل الحفل وخارجه أيضا , وهذا ليس لجمالها الملفت فقط , ولكن لفستانها " الموف " الذي ومنذ لحظة ظهورها به استطاع أن يحدث أزمة محلية كادت أن تصل إلي دولية لولا ستر الله ! وكل ذلك لأن الفستان الذي بدا في غاية الأناقة اتضح أنه " مسروق " من أحدي التصميمات الأجنبية أو علي الأقل " مقتبس " منه , هذا لو أردنا استخدام اللفظ المهذب له ! وعلي هذا أخذت الاتهامات تكيل بالأكوام لمصممه " هاني البحيري " مما جعل الرجل في حالة دفاع مستمر عن نفسه , وبأنه فعل فعلته هذه لينقذ دنيا بعد أن راسلت حسب قوله بيت الأزياء الأوروبي صاحب تصميم الفستان الأصلي فوجدت أنه سيتكلف حوالي 60 ألف يورو أي ما يعادل المليون جنيه مصري ! فجاء " البحيري " لينفذه في 24 ساعة فقط وبمبلغ لا يقارن مع سعره العالمي ! بالمناسبة هذه ليست رواية ساخرة ولا حدوتة قبل النوم بل هي حكاية حقيقية شغلت الرأي العام خلال الأيام القليلة الماضية , ولكننا نستطيع أن نستدل بها علي مدي حالة العبث و " الشيزوفرينيا " التي نحياها مما يؤكد المقولة المشهورة بأن الشعب المصري فعلا ليس له " كتالوج " محدد ! بدليل أنه في الوقت الذي نشهد فيه غليان في الشارع بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار وانتشار الغلاء الفاحش ليشمل كل السلع والمنتجات وكل ما نستخدمه في كافة مناحي الحياة , نجد علي جانب أخر فئة من الناس لا تبالي ولا تهتم سوي بتوافه الأمور خاصة وأنه ليس مجرد فستان ولكن لأن التي ارتدته هي الفنانة الشهيرة " دنيا سمير غانم " ! [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى;