مازال الوضع في ليبيا مقلقا ومخيفا نظرا لتردي الوضع الامني في الشوارع الليبية وتزايد عمليات الاغتيالات لكبار الساسة والعسكريين ممن شاركوا في الثورة الليبية. بالاضافة الي التفجيرات الاخيرة التي هزت العاصمة طرابلس فجر أول ايام عيد الفطر المبارك. وعلي الرغم من نجاح تجربة الانتخابات البرلمانية وانعقاد أولي جلسات البرلمان الجديد والتحضير لصياغة الدستور الا أن هناك من يريدون ألا يعرف الاستقرار طريق ليبيا لمصالح شخصية واقتصادية ورغبات انتقامية وآمال سلطوية. وما إن وقعت التفجيرات الاخيرة توجهت اصابع الاتهام الي فلول القذافي, حيث أكدت تقارير الشرطة الليبية تورط عناصر ممن يدينون بالولاء للقذافي في تلك العمليات نظرا لانهم المستفيد الاكبر من تدهور الوضع الامني وانعدام الاستقرار في ليبيا. وأعلنت القبض علي32 من انصار القذافي ونشرت اعترافات لبعضهم ممن أكدوا أن التفجيرات جاءت ردا علي مقتل اقاربهم في احدي غارات الناتو علي ليبيا العام الماضي. ما يؤكد تورط فلول القذافي ايضا هو ما صرح به مسئول في الداخلية الليبية حول استخدام نفس نوع المتفجرات في معظم العمليات الارهابية التي ترتكب هذه الايام, كما أن استهداف المباني الحكومية والشرطة والعناصر الدبلوماسية وطرق التفجير تشير الي المرتكب من داخل ليبيا. وفي الوقت نفسه استبعد محللون ان يقف وراء هذه التفجيرات تنظيم القاعدة نظرا لاختلاف اسلوب التفجير حيث ان القاعدة غالبا ما تلجأ الي العمليات الانتحارية وليس التفجير عن بعد فهي طريقة متبعة في معظم محاولات الاغتيال الاخيرة في ليبيا. هذا بالاضافة الي اعلان قوات الامن الليبية في نفس التوقيت عن مقتل ثلاثة يرجح انهم من فلول القذافي كانوا يخططون لشن سبع عمليات ارهابية جديدة وعثر معهم علي متفجرات محلية يطلق عليها اسم( الكليمات). وفي الوقت نفسه يرجح بعض المحللين ان تقف الجماعات الإسلامية وراء تلك التفجيرات لرفضها نجاح الليبراليين في الانتخابات التشريعية الأخيرة وسيطرتهم علي الأغلبية البرلمانية. وعلي الرغم من محاولة البرلمانيين الليبراليين استقطاب الإسلاميين إلا أنه يبدو ان محاولاتهم باءت بالفشل نظرا لشعور الاسلاميين بأنهم الأحق بعد الثورة بالحكم في ليبيا.. وهو ما أكده محمود جبريل رئيس تحالف القوي الوطنية الفائز بأغلب مقاعد المؤتمر الوطني( البرلمان) عقب التفجيرات حين قال إن الرافضين لنتائج الانتخابات وراء هذه العمليات التخريبية. وقد ظن البعض أن جبريل يشير الي المحاولات الفيدرالية في الشرق ولكن الحقيقة أنه قصد الجماعات الإسلامية المتشددة وذكر أنه قد إجتمع ببعض هؤلاء وطلب منهم صياغة الفقرة الخاصة بالشريعة الإسلامية كمصدر للتشريع ووعدهم بأنه سيعمل علي إدراجها في الدستور ولكنهم رفضوا وأكدوا له انهم حاربوا لاسقاط القذافي ليس من أجل ان يحكم ليبيا علمانيون( علي حد قولهم). البعض الآخر يري أن من يقف وراء مثل هذه العمليات ما يطلق عليهم الكتائب الثورية وهم اكثر من16 الف سجين اطلق سراحهم القذافي وكونوا ميليشيات تعمل كمرتزقة لصالح دول تهدف الي ضرب الاقتصاد الليبي والسيطرة علي النفط والقضاء علي مشروعات التنمية التي لن تأتي الا بالاستقرار. ووسط حالة التخبط والتخوين من كل الجوانب الليبية ومحاولة القاء التهم والصاقها بفلول القذافي.. علي الحكومة الليبية وبرلمانها المنتخب ايجاد حل سريع وفعال فهو الاختبار الاول للسلطات التشريعية الليبية وفرصة لاثبات انها جديرة بمسئولية الجارة الشقيق. فعودة الامان للشارع الليبي تأتي علي رأس الاولويات ومن ثم البحث عن الجاني, والدور الاهم هو السعي لعقد مصالحة عاجلة بين كافة الاطراف الليبية حتي تتجنب ليبيا حرب اهلية علي وشك الاندلاع.