تقول الحكاية إنه فى القرن التاسع عشر التقى الصدق مع الكذب وجها لوجه من غير ميعاد. قال الكذب للصدق: الطقس جميل اليوم. نظر الصدق حوله وتطلع إلى السماء ووجد أن الطقس كان حقا جميلا. قضى الاثنان بعض الوقت حتى وصلا إلى بحيرة ماء وهناك مد الكذب يده فى مائها وقال لزميله: الماء دافئ وجيد إنه يوم مناسب للاستحمام معا. تأكد الصدق من دفء الماء فخلع كل منهما ملابسه ونزلا البحيرة. وفجأة وقف الكذب وخرج من الماء وأسرع إلى ملابس الصدق وارتداها وولى هاربا. خرج الصدق من الماء غاضبا عاريا وبدأ يركض فى جميع الاتجاهات بحثا عن الكذب ليسترد ملابسه، إلا أنه لم يوفق. العالم الذى رأى الصدق عاريا أدار وجهه خجلا، بينما الصدق من شدة خجله من نظرات الناس عاد إلى البحيرة واختفى هناك. ومنذ ذلك الحين يتجول الكذب فى أنحاء العالم مرتديا ثياب الصدق محققا رغبات العالم، والعالم لا يريد بأى حال أن يرى الصدق عاريا (مترجمة عن الروسية من الصديق حسن جميل داوود) وأنهى بحكاية رجل كان يعطى متسولا كل شهر 100 جنيه وظل على هذه الحال أكثر من سنة، وبعدها وجد المتسول أن مايصله انخفض إلى 75 جنيها. وقال المتسول لنفسه 75 جنيها أفضل من لاشىء. إلا أنه بعد شهر انخفض مبلغ المساعدة إلى 50 جنيها. فتعجب المتسول وذهب إلى الرجل يسأله السبب. قال الرجل: فى السابق كان أولادى صغارا وكنت ميسور الحال، والآن كبرت ابنتى ودخلت الجامعة ومصاريفها كثيرة، وبعدها دخل ولدى الثانى الجامعة وزادت مصاريفى. سأل المتسول الرجل: كم عدد أبنائك، قال الرجل: الحمد لله أربعة أبناء. قال المتسول: وإن شاء الله ناوى تعلمهم كلهم على حسابى! [email protected] لمزيد من مقالات صلاح منتصر