قبل 90 دقيقة فقط من انهيار اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية «نافتا»، أعلن بيان أمريكي- كندى مشترك توصل كلا البلدين مع المكسيك إلى اتفاق للتبادل الحر لأمريكا الشمالية يدعي«الاتفاقية الاقتصادية الأمريكيةالمكسيكية الكندية»، ليكون بديلا عن «نافتا»، ولإنقاذ منطقة تجارة حرة بحجم 1،2 تريليون دولار. وقال البيان المشترك إن« الاتفاقية الجديدة ستؤمن لعمالنا ولمزارعى ومربى الماشية وللشركات اتفاقا تجاريا جيدا يسمح بإقامة أسواق أكثر حرية وبتجارة أكثر عدلا وبنمو اقتصادى متين لمنطقتنا«. وصدر البيان قبل تسعين دقيقة فقط من انتهاء المهلة التى فرضتها الولاياتالمتحدة لضم كندا إلى الاتفاقية التى أبرمتها مع المكسيك فى أغسطس الماضى . وفى الاتفاق الجديد، تسمح كندا بفتح أسواق الألبان لديها البالغة نحو 16 مليار دولار أمام المنتجات الأمريكية بشكل أكبر، فيما توافق واشنطن فى المقابل على الإبقاء على آلية التحكيم فى النزاعات التى يتمسك بها الكنديون. وأكد المسئولون الأمريكيون أن النص يؤمن حماية أفضل للعمال، ويتضمن قواعد بيئية صارمة، ويشمل للمرة الأولى الاقتصاد الرقمي، وينص على إجراءات حماية »غير مسبوقة« للملكية الفكرية. كما يتضمن بنودا لمنع »عمليات التلاعب« بالمبادلات التجارية، سواء بالعملات الأجنبية أو باستغلال دول غير موقعة لامتيازات هذا النص. وبينما يتجنب الاتفاق المبرم بين الولاياتالمتحدةوكنداوالمكسيك فرض رسوم جمركية، فإنه سيزيد على شركات إنتاج السيارات العالمية صعوبة تصنيع سيارات رخيصة الثمن فى المكسيك، فضلا عن احتمالات الإبقاء على رسوم فرضها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على الفولاذ والألومينيوم الكندى لحماية صناعة الصلب الأمريكية.ويتضمن النص الختامى للاتفاق أيضا فقرة تسمح بمراجعته كل ست سنوات. وتم إرسال نص الاتفاق إلى الكونجرس الأمريكى أمس الأول فور التوصل إليه، وهو ما يسمح باحترام مهلة الستين يوما التى يفرضها القانون قبل توقيع الوثيقة فى نهاية نوفمبر المقبل من قبل ترامب، ورئيس الوزراء الكندى جاستن ترود،و والرئيس المكسيكى المنتهية ولايته أنريكى بينيا نيتو. وكان هدف ترامب الأساسى من إعادة صياغة »نافتا« هو تقليص العجز التجارى لبلاده، وهو هدف سعى إليه أيضا مع الصين من خلال فرض رسوم جمركية بمئات المليارات من الدولارات على السلع الواردة من الصين. من جانبها، رحبت المكسيك بالاتفاق الأمريكى الكندي. وقال خيسوس سيادى المستشار الاقتصادى للرئيس المنتخب أندريس مانويل لوبيز أوبرادور إن الاتفاق«يمنع التفتت التجارى للمنطقة، ويقدم الأمن والاستقرار لتجارة المكسيك مع شريكتيها فى أمريكا الشمالية«. ولقد انعكست أنباء الصفقة الأمريكية الكندية بالإيجاب على الأسواق العالمية حيث أغلق المؤشر نيكى اليابانى أمس مرتفعا بنسبة 05% ليسجل 2424576 نقطة، وهو أعلى مستوى له منذ 27 عاما.وجرى تداول العملة الأمريكية أمس عند أعلى مستوى له فى نحو 11شهرا، مقتربة من 114ينا للدولار.