فى منتصف الشهر الثامن من كل عام فى التقويم القمرى الصيني، يكتمل القمر بدرًا، ويعود كل مهاجر أو مسافر مهما كان بعيدا لبيت العائلة، ليحتفل مع عائلته بعيد له أسماء عديدة، فالبعض يسميه عيد «لم الشمل» أو عيد الحصاد، وإن كان اسمه الرسمى هو «عيد منتصف الخريف» ويتناول الصينيون فيه فطيرة محشوة بالفاصوليا المحلاة وتسمى فطيرة القمر، لأنها تشبهه فى كامل استدارته. وبهذه المناسبة، أرسلت مقاطعة «يونان» الصينية الجبلية فرقة فنونها الشعبية، لتقدم احتفالا راقصا بالمركز الثقافى الصينى بالقاهرة، تحت عنوان «الأوقات السعيدة تمضى بسرعة، وتبقى ذكراها للأبد». وتضم تلك المقاطعة عددا كبيرا من الأقليات العرقية، يبلغ عددهم خمسا وعشرين، يسكنون فى جبالها، بعضهم على قمم الجبال، وبعضهم على منحدراتها وبعضهم الآخر على سفوحها بقرب الأنهار، وتعكس الرقصات والأزياء عادات كل من هذه الأقليات، وسعادتهم فى موسم منتصف الخريف، فمثلا قدمت قبيلة «داى» التى تسكن على النهر رقصة الطاووس الذهبى الذى يمثل السعادة والابتهاج بالنسبة لهم. وبعد انتهاء الرقصات أصر السيد شى وى وين، الملحق الثقافى على أن يتذوق الحضور كعكة أو فطيرة القمر الفاخرة التى جاءت خصيصا من بكين.