كيف أنعيه.. انه الفنان الكبير والمنتج وصاحب أكبر فرقة مسرحية خاصة وهى فرقة الفنانين المتحدين.. انه الزميل وأقول هذا الزميل وليس الفنان لأنه كان معى فى كلية الحقوق جامعة القاهرة. معنى هذا أننى زاملته لأكثر من 40 عاما منذ الدراسة ثم اشتغاله بالفن الذى قدم له ما لم يستطع أى فنان آخر أن يقدمه له.قدم المسرح كمنتج ومؤلف شارك معه الراحل بهجت قمر بالاضافة لتمصيره بعض الأعمال العالمية ويظل مسرحه أمام الجماهير لسنين طويلة حتى أصابه المرض ليتوقف عن العمل ولو أنه قضى هذا الوقف فى كتابه مذكراته عن المسرح يتحدث فيها عن الفنانين المتحدين وأهم ما قدمه وأهم ما صادفه فى مشواره الفنى الطويل. المشوار كان طويلا بالفعل خاصة لما تعرف أنه قبل افتتاح مسرح الفنانين المتحدين عمل سلسلة إذاعيات ساعة لقلبك التى بدأ بها الفن الكوميدى بالذات. وقدم من خلالها أسماء لازالت محفورة لدى المستمع حتى الآن. أنه الفنان القدير فى كل ما قدمه سمير خفاجى الذى لقى ربه قبل أن يكمل المذكرات الثالثة أو الثانية من كتابه عن مسرح الفنانين المتحدين, زاملته طالبا صامتا قليل الكلام.. لا تجده مع أى مجموعة أو شلة.. واضح أنه كان بإستمرار بعيد تماما عن القانون وقريب للغاية من الفن الذى عشقه. بمنتهى الحنان كان يعامل فنانيه وعماله وكل من ارتبط بهم.. لم يترك أى فرصة إلا ويدعو أصدقائه ليكونوا بجواره. لم أبتعد عن أى دعوة وجهها لى كما أيضا معظم الفنانين لم يبتعدوا عن دعواته. كنت أشاهد عنده من يقوم بالإذاعة ومن يعمل فى المسرح ومن يعمل فى السينما.. من كل الاتجاهات كنت أشاهد مدعويه الذين أستشعر السعادة على وجودهم إلى جواره خاصة فى السنوات الماضية التى أمضاها على كرسى متحرك بعد اصابته بجلطة أعاقت حركته كما أعاقت حواره أيضا إلا قليلا. أستشعر الفنانين والمنتجين الذين عرفتهم طوال مشوارى مع الفن فلم أجد من هو فى قامته وطيبته وكرمه وأيضا حبه للفن إلى جانب تمكنه من الفن الذى يقدمه للجمهور. قدم معظم من وقف على خشبة المسرح ممثلا وممثلة كوميدية.. لن أستطيع أن أعدهم فهم من الكثرة بحيث يصعب وضع أو تذكر أسماءهم. العديد منهم كان يلبى دعواته ولتستشعر أنه جاء إلى بيته.. ذلك البيت الذى كان مفتوحا للجميع خاصة صغار الفنانين فى بداياتهم.. كان بالفعل الأب الروحى للجميع ولا اعتقد أن غيره كان يمكن أن يجذب الفنانة شادية إلى المسرح لتقدم رائعته ريا وسكينة. أننى أنعى فنانا مثقفا ومحترما ونموذجا يشكل أقلية فى مجال الفنانين. وربما للأسف بالمثل أنعى جميل راتب الذى كان فيه بعض من صفات سمير خفاجى الذى رحل قبله بيوم واحد لنفتقد بهذه السرعة ما نفتخر بهم كفنانين.