* 4 قمم عالمية و19 لقاء ثنائيا ومتعدد الأطراف للرئيس فى 4 أيام فى السنوات الأخيرة، وبسبب التحولات التى يمر بها النظام السياسى الدولي، أصبحت الاجتماعات السنوية الدورية للجمعية العامة للأمم المتحدة بمثابة اجتماع «لمجلس إدارة العالم»، فيها يناقش قادة العالم كل قضايا المجتمع الدولي، من قضايا السلم والأمن الدوليين، وإدارة الصراعات الإقليمية والدولية، ومكافحة الإرهاب إلى قضايا التنمية المستدامة. هناك فى هذا المجلس المنعقد لإدارة شئون العالم، يتسابق كبار القادة والزعماء فى السنوات الأخيرة لعرض مواقف دولهم، والسعى من أجل كل مايحقق المصالح الوطنية لشعوبهم، ويعزز دورهم فى إطار النمط الجديد من العلاقات الدولية وفى سياق هذا الواقع، تكمن الحكمة وراء حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على المشاركة فى الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للامم المتحدة للعام الخامس على التوالي، وفى هذا المناخ الدولى تبرز أهمية حضور مصر على أعلى المستويات، لتقدم للعالم رؤيتها بشأن كل قضايا منطقتها وقارتها والعالم. وقد اظهر تحليل للهيئة العامة للاستعلامات عن حصاد زيارة الرئيس السيسى الى نيويورك أن الدور المصرى على هذه المائدة، قد تطور خلال السنوات الخمس التى شارك فيها الرئيس السيسى فى هذا المحفل الدولي، ففى البداية كانت مصر فى حاجة إلى أن يسمع العالم صوتها، لتشرح وتوضح مايدور فيها فى السنوات الأخيرة، واتجاهاتها الراهنة، وموقفها من القضايا المعقدة من حولها فى الشرق الأوسط وأفريقيا، وتدريجياً تغير هذا الوضع لنصل اليوم إلى اهتمام العالم وحرصه على أن ينصت لمصر، ويستنير برؤيتها، ويستمع إلى تجربتها الناجحة فى مكافحة الإرهاب، وتحقيق الاستقرار، والإصلاح الاقتصادى الشامل فى سنوات محدودة. وهكذا تنافس كبار قادة العالم على طلب عقد لقاءات مع الرئيس السيسى خلال حضوره الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة على مدى الأيام الماضية، بشكل فاق كفاية الوقت المتاح على تلبيتها جميعاً، فعقد الرئيس 19 لقاء قمة ثنائية وجماعية مع أبرز القادة والمسئولين الدوليين، كما أنصت العالم للرئيس يتحدث فى 4 قمم عالمية خلال 4 أيام هى الدورة ال73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وقمة نيلسون مانديلا للسلام، وقمة مواجهة تغيرات المناخ، وقمة مجموعة دول ال 77 والصين. نشاط مكثف فى الزيارة الخامسة فقد اختتم الرئيس عبد الفتاح السيسى زيارة ناجحة لنيويورك، شارك خلالها للمرة الخامسة على التوالى فى أعمال الدورة ال73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، كما شارك فى قمة نيلسون مانديلا للسلام، وقمة مواجهة تغيرات المناخ، وقمة مجموعة دول ال 77 والصين، وأجرى كذلك مباحثات مع العديد من قادة وزعماء دول العالم من بينهم رؤساء الولاياتالمتحدةالأمريكية وسويسرا وكوريا الجنوبية والبرتغال ولبنان وملك الأردن، ورؤساء وزراء إيطاليا وإسرائيل والنرويجوبلغاريا، وسكرتير عام الأممالمتحدة ورئيس البنك الدولى ومديرة صندوق النقد الدولي، ورئيس شركة بوينج، كما التقى الرئيس السيسى بأعضاء غرفة التجارة الأمريكية، وأعضاء مجلس الأعمال للتفاهم العالمي. وقد انطلقت أعمال هذه الدورة يوم الثلاثاء 18 سبتمبر تحت عنوان »جعل الأممالمتحدة ذات صلة بجميع الناس : القيادة العالمية والمسئولية المشتركة من أجل مجتمعات سلمية، ومنصفة ومستدامة«. وكانت أجندة الرئيس عبد الفتاح السيسى زاخرة بقضايا دولية وإقليمية وقومية مهمة تتمثل فى شرح الإنجازات التى حققتها مصر وجهودها فى محاربة الإرهاب، ونتائج العملية الشاملة سيناء 2018، ورؤية مصر لتطورات الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط خاصة فى فلسطين وسوريا وليبيا واليمن، وقضايا والتنمية فى إفريقيا، وتعزيز احترام القانون الدولى وحماية حقوق الإنسان، فضلاً عن موضوعات حفظ وبناء السلام. الدولة الوطنية أساس الاستقرار وألقى الرئيس السيسى كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث قدم من خلالها رؤية مصر لتعزيز دور الأممالمتحدة، وكذلك المواقف المصرية تجاه مجمل تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، ورؤيتها لأولويات صون السلم والأمن العالميين وجهود مصر فى دعم مكافحة الإرهاب . وأكد الرئيس السيسى الرؤية المصرية تجاه التطورات الاقليمية والدولية، ونزع السلاح النووي، ومعالجة الخلل فى النظام الدولي، واحترام حقوق الانسان، والتمسك بمشروع الدولة الوطنية الحديثة، التى تقوم على مبادئ المواطنة، والمساواة، وسيادة القانون، ومحاربة العرقية، لافتا إلى ما وصلت اليه المنطقة العربية، والشرق الاوسط وتحولها إلى بؤرة للصراع والحروب الاهلية. وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، فى كلمته «أنه لا مجال لحديث عن تفعيل النظام الدولى إذا كانت وحدته الأساسية، أى الدولة الوطنية القائمة على مفاهيم المواطنة والديمقراطية والمساواة، مهددة بالتفكك». القدس والدولة الفلسطينية فى كلمة مصر أمام الجمعية العامة، أوضح الرئيس أيضاً أن القضية الفلسطينية تقف دليلاً على عجز النظام الدولى عن إيجاد الحل العادل المستند إلى الشرعية الدولية وقرارات الأممالمتحدة، والذى يضمن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية، مضيفا أن مرجعيات الحل العادل ومحددات التسوية النهائية معروفة، ولا مجال لإضاعة الوقت فى سجال بشأنها. مانديلا وعبد الناصر كما شارك الرئيس السيسى فى قمة نيلسون مانديلا للسلام التى تتزامن مع احتفالات إفريقيا بمئوية الزعيم الراحل مانديلا ، وذلك فى إطار الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة وألقى كلمة أعرب فيها عن سعادته فى المشاركة بقمة نلسون مانديلا للسلام. مصر وتغير المناخ فى كلمته خلال الحوار رفيع المستوى حول تنفيذ اتفاقية باريس حول تغير المناخ الذى عقد فى نيويورك تحت عنوان «نحو مؤتمر الدول الأطراف الرابع والعشرين»، أكد الرئيس السيسى أن التغير المناخى هو التحدى الأوسع نطاقا والأكثر حاجة للتعامل معه بين التحديات التى يواجهها العالم، وأن مصر متمسكة بتفعيل اتفاق باريس. رئاسة مصر اجتماع مجموعة ال77 والصين رأس الرئيس عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً رفيع المستوى لمجموعة السبعة والسبعين والصين بالأممالمتحدة، والتى تتولى مصر رئاستها خلال العام الحالى للمرة الثالثة فى تاريخها منذ تأسيس المجموعة عام 1964، وأكد الرئيس فى كلمته أمام الاجتماع «حرص مصر خلال رئاستها الحالية للمجموعة على دفع الجهود الرامية لإصلاح المنظومة التنموية للأمم المتحدة للاستجابة بشكل أكبر للمتطلبات والاحتياجات التنموية للدول الأعضاء». الرئيس مع قادة العالم على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة عقدت القمة المصرية الامريكية حيث التقى الرئيس السيسى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب. وقد عكست تغريدات الرئيسين السيسى وترامب على موقع «تويتر» نجاح القمة المشتركة، فى إشارة إلى وصف الرئيس السيسى الرئيس الأمريكى بأنه «شخصية عظيمة»، وأن «ترامب أحدث تغييرات فريدة فى سياسات الولاياتالمتحدة على مستوى العالم»، حيث جاءت تغريدة الرئيس السيسى ردًا على وصف ترامب عبر حسابه على «تويتر» أيضا وصفه الاجتماع مع الزعيم المصرى ب «العظيم». قمم عربية وعالمية استهل الرئيس السيسى نشاطه فى نيويورك باستقبال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات، كما استقبل رئيس المجلس الأوروبى ومستشار جمهورية النمسا، والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسى الرئيس اللبنانى، وبحث مع رئيسة وزراء النرويج، دفع العلاقات بين البلدين فى المجالات ذات الاهتمام المشترك. كما التقى الرئيس ايضاً رئيس وزراء بلغاريا، وسكرتير عام الأممالمتحدة، والملك عبد الله الثانى عاهل المملكة الأردنية، ورئيس الاتحاد السويسرى، ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو، وشهد اللقاء بحث سبل إحياء عملية السلام، حيث أكد السيد الرئيس أهمية استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي، بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقا لحل الدولتين.