ساد الارتياح الأوساط الشعبية والجمعيات الرسمية المتخصصة فى الحفاظ على التراث والثروة العقارية التاريخية بمدينة بورسعيد عقب اتفاق اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد وجان باولو مانتينى سفير إيطاليا بالقاهرة على تحويل مبانى القنصلية الإيطالية ببورسعيد إلى مستشفى إيطالى سيتم افتتاحه فى يونيو المقبل، بالإضافة إلى إعادة تشغيل المركز الإيطالى للفنون كازا دى إيطاليا ( البيت الإيطالى ) المغلق وتفعيل نشاطه الثقافى والفنى والسياحى قريبا. وجاء اتفاق الغضبان والسفير الإيطالى خلال لقائهما ببورسعيد والذى أنهى الأزمة التى تفجرت أخيرا بين محافظة بورسعيد وأهالى المدينة من ناحية والجانب الإيطالى من ناحية أخري، على خلفية طرح السفارة الإيطالية مبنى القنصلية والأرض القائمة عليها للبيع بالمزاد العلني، وهو ما فجر غضب مواطنى المدينة نظرا للقيمة التاريخية والأثرية لمبنى القنصلية التى تعد من أجمل القنصليات القائمة ببورسعيد. وقد تدخلت المحافظة على الفور لإيقاف البيع، وخاطبت الجانب الإيطالي، فاستجابت السفارة الإيطالية للطلب. وتكتسب القنصلية الإيطالية قيمتها الأثرية من موقعها الذى يتوسط مجموعة الكنائس التاريخية التى كانت تابعة للجاليات الأجنبية التى سكنت الحى الإفرنجى عقب افتتاح قناة السويس، وكذلك من طرازها المعمارى الإيطالى الفريد الذى يتكامل مع مبنى الكاتدرائية الشهير المواجه له بتقاطع شارعى صلاح سالم و23 يوليو وفيلا «لوريس» بتقاطع عبد السلام عارف والكنيسة المارونية ( البيضاوية الشكل ) من الناحية القبلية . وقد أغلقت القنصلية أبوابها منذ أكثر من 20 عاما. أما البيت الإيطالي، والواقع خلف حديقة التاريخ بتقاطع شارعى ممفيس وفلسطين، فيمثل أجمل ذكريات أهالى بورسعيد بالعقود الأولى للقرن الماضي، حيث ضمت جنباته دارا للعرض السينمائي، ومسرحا أنيقا، ومكتبة عالمية كانت هدفا للمثقفين والفنانين من أبناء المدينة حتى منتصف الستينيات قبل أن يغلق أبوابه عقب نكسة 67، ثم أعاد محافظ بورسعيد الراحل سامى خضير والسفارة الإيطالية بالقاهرة افتتاحه عام 1987.