رغم مرور المواطنين في بورسعيد يوميا بجوار «البيت الإيطالي»، إلا أن قليلا منهم كان يعرف تاريخ ذلك المبني الأثري العظيم، الذي شهد حقبة هامة في التاريخ الحديث وأحداث الحرب العالمية الثانية، كما يحتوى على آخر لوحة حجرية ضخمة في العالم. يقع البيت الإيطالي خلف حديقة التاريخ في شارع ممفيس، في محيط الممشى السياحي "دليسبس" في بورسعيد ، والتي تعتبر أهم منطقة بالمحافظة كونها تطل على الممر الملاحي لقناة السويس والمدخل الشرق للممر الملاحي. انتقلت " فيتو " لموقع "البيت الإيطالي" لرصد أوضاعه، حيث يكسوه الغبار الذي حوله إلى مكان مهجور بعد سنوات طالت على غلقه. تاريخ الإنشاء أنشأ البيت الإيطالي قي بورسعيد عام 1935 م، خلال فترة الحرب العالمية الثانية، ليكون مقرا للحاكم الإيطالي، حيث كان يتخيل الإيطاليون في ذلك الوقت أن النصر سيكون حليف إيطاليا وألمانيا. الجالية الإيطالية في وقت إنشاء البيت الإيطالي كانت الجالية الإيطالية تعدادها مرتفع في بورسعيد مقارنة بالجالية الفرنسية، حيث وصلت الجالية الإيطالية إلى 30 ألف مواطن بينما الفرنسية تراوحت ما بين 12 ألف مواطن إلى 14 ألف مواطن، وكانت الجالية الإيطالية تتجمع في البيت الإيطالي بعد إنشائه، وكان يحتوي على مسرح ومكان للألعاب والترفيه. وعقب هزيمة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية تحول الجانب الأيمن من المبني إلى المكتبة الأمريكية في فترة الستينيات، والجانب الأيسر إلى سينما رويال، لكن ما زالت آثار تثبيت المقاعد الخاصة بالسينما، موجودة إلى الآن، ويمكن ملاحظتها خلال فتحتات زجاج " الشبابيك المكسورة" من خارج البيت الإيطالي، لأنه غير مسموح الدخول إليه. آخر لوحة لموسوليني ويقع على واجهة البيت الإيطالي آخر حجر مكتوب في عهد موسولينى من تاريخ الحرب العالمية الثانية، حيث أمر حاكم إيطاليا بتصميم لوحتين من الحجارة له في فترة الحرب، الأولى لوضعها في بلده والثانية في بورسعيد، وأثناء الحرب تهدمت اللوحة الحجرية الموجودة في إيطاليا، ولم يتبق سوى الموجودة في بورسعيد، لتكون آخر أثر لموسولينى وللحزب الفاشي في العالم. فكرة البيع وفي السنوات الأخيرة بدأ شباب بورسعيد ينظمون رحلات إلى الأماكن الأثرية في المحافظة، للتعرف على تاريخها وترأس ذلك مجموعة «بورسعيد على قديمه»، الشبابية والتي قوبلت بتأييد أهالي المحافظة. وفي شهر يوليو من عام 2016 فوجئ الأهالي بأن السفارة الإيطالية بالقاهرة أعلنت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، عن طرح البيت الإيطالي والقنصلية الإيطالية في بورسعيد للبيع بالمزاد العلني، مما أغضب الأهالي. وبعد ذلك خرج اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد بتصريحات مفادها أنه قرر تشكيل لجنة للتفاوض مع السفارة الإيطالية، لشراء مبنى البيت، كما أوضحت المحافظة أنها أجلت المزاد، وأن التفاوض لشراء المبنيين سيتم بالتنسيق مع السفير «باسم خليل» نائب مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، وبحضور ممثلي وزارة الآثار ووزارة التنمية المحلية. ومنذ ذلك الوقت ما زال البيت الإيطالي في وضع يرثى له مع إهماله وانتشار الأتربة به.