لا تزال قضية طرح القنصلية الإيطالية ببورسعيد للبيع بالمزاد العلني من جانب السفارة الايطالية بالقاهرة تثير غضب أهالي بورسعيد وجمعيات الحفاظ علي التراث, والطراز المعماري للمدينة الباسلة والرافضين تماما لأي تغيير ينال من الوضع الحالي للقنصلية والذي يمثل الكثير للمرتبطين وجدانيا وتاريخيا بمبني القنصلية ومحيطه بتقاطع شارعي صلاح سالم و23 يوليه. ووسط غضب أهالي بورسعيد من استمرار حملات الهدم المتوالية التي تستهدف العقارات الأثرية بالمدينة والمتمركزة بحي الشرق( الافرنج) أقدم أحياء بورسعيد, وحول محاولة هدم القنصلية لإقامة أبراج سكنية عملاقه كالمعتاد خلال السنوات الأخيرة رصدت( الأهرام المسائي) تفاصيل المبادرات الشعبية المتعلقة بأزمة بيع القنصلية والحائرة بين السفارة الايطالية من جهة, وجموع مواطني بورسعيد المحتجين علي الإزالة من جهة ثانية. يقول محمد هلالي مدير المكتب الفني لمحافظة بورسعيد سابقا انه طرح مبادرة لحل الازمة بشكل ودي والابتعاد عن كل مامن شأنه تصعيد الامور خاصة في ظل التوجه العام لاستعادة العلاقات الطيبة بين مصر وايطاليا وتخطي مراحل الخلاف السياسي الاخير المتعلق بتداعيات ازمة مصرع الشاب الايطالي ريجيني وتدعيما للعلاقات التاريخية بين الشعب الايطالي والشعب المصري وترتيبا علي اعلان السفارة الايطالية بشأن بيع ارض ومباني قنصليتها في بورسعيد التي تقع في موقع متميز من قلب مدينة بورسعيد وهو مافجر اعتراض واستهجان الرأي العام البورسعيدي المستنير باعتبار ان هذا المبني من المباني الاثرية ويقع مباشرة امام الكاتدرائية الشهيرة بمبانيها المتميزة والمشهورة بانها من معالم بورسعيد وان التغيير الذي سيحدث نتيجة هدم مبني القنصلية سيكون له تأثير معماري سيئ علي المنطقة بالكامل.. ولتلافي هذا الآثار السيئة اقترحت ان يستغل مبني القنصلية في اقامة فرع للمعهد الثانوي الصناعي الايطالي( دون بسكو) وان يكون التخصص الرئيسي لهذا الفرع هو لعلوم وتكنولوجيا الغاز الطبيعي وان يكون هذا المعهد تحت اشراف ورعاية الشركة الايطالية صاحبة اكتشاف اكبر حقل للغاز الطبيعي في البحر المتوسط. ولا شك ان هذا المعهد سيعود بالنفع العام سواء علي اهل بورسعيد او المحافظات المجاورة لها, كما انه سيوفر العمالة الفنية اللازمة للعمل في هذا المجال الحيوي. علي ان يستغل باقي المبني في إقامة مركز ثقافي ايطالي لتعليم اللغة الايطالية وعرض الفنون الايطالية المختلفة وبهذا يكون المبني مركز إشعاع ثقافي للفنون واللغة الايطالية. أضاف اننا نتطلع الي ان يتبني اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد هذه المبادرة وينقلها الي وزارة الخارجية المصرية لتقوم بدورها بإبلاغها الي السفارة الايطالية..وفي حال رفض السفارة لها والإصرار علي إقامة المزاد ضد رغبة ابناء بورسعيد فإننا قادرون علي حماية تراثنا المعماري بمختلف الوسائل القانونية والسلمية وسيعتبر اهل بورسعيد اي شخص من مافيا العقارات يتقدم لهذا المزاد هو شخصا عديم المسئولية وخائنا للوطنية. وقال اننا نأمل في دعم اصحاب الفكر الواعي والرأي العام المستنير لهذه المبادرة التي سيكون من نتيجتها اثبات ان كلمة ابناء بورسعيد هي العليا ومصلحتهم فوق اعتبارات مافيا العقارات. فيما أكد اشرف رضوان( محام) انه رغم المخاطر التي تحيط بعملية شراء البعض لمبني القنصلية بما يتجاوز002 مليون جنيه الا ان هؤلاء جاهزون لاستصدار القرارات والتصاريح الحكومية المطلوبة لهدمها وتحويلها لأبراج سكنية بسعر الشقة يتجاوز3 ملايين جنيه ولن يلتفت هؤلاء طبعا لمقتضيات الحفاظ علي التراث وهوية البلد وتاريخ اقدم مبني في بورسعيد. واضاف رضوان: يقيني ان شعب بورسعيد ومثقفيه وأحفاد الاف الشهداء من أبناء بورسعيد لن يسمح بضياع اجمل ما تبقي في بورسعيد ألا وهو تاريخها وستكون هناك وقفات سلمية صامتة تسمع العالم بموقف رجال وابناء بورسعيد المحترمين. ومن جانبه قال ايمن جبر رئيس لجنة السياحة ببورسعيد سابقا مناشدا الجهات المختصة انقذوا تاريخ وتراث وجمال بورسعيد.. واضاف انه تم الاتصال برئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري... ومخاطبة محافظ بورسعيد.... وارسال مذكرة لرئاسة الجمهورية..ومجلس الوزراء....ووزارات الخارجية والثقافة والإسكان, للتصدي لهذا العدوان المتوقع علي اهم معالم بورسعيد التاريخية وقال جبر لا للسلبية...انقذوا ثروة بلادنا.