قبل ساعات من انطلاق أعمال الدورة ال73 للجمعية العامة للأمم المتحدة التى يشارك فيها رؤساء 95 دولة، اختتمت أمس أعمال مدة الدورة الثانية والسبعين للجمعية بعد عام مزدحم بقضايا منها تغير المناخ ونزع السلاح والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقال أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة إن الدورة التى بدأت فى سبتمبر الماضى شهدت أيضا جهودا من الدول الأعضاء لتعزيز منظومة الأممالمتحدة ذاتها، وان هذه الدورة اتسمت بتعزيز الشفافية عبر عقد أول حوارات غير رسمية مع المرشحين لتولى رئاسة الجمعية العامة. وأعرب جوتيريش عن تطلعه للعمل مع الرئيسة المنتخبة للجمعية العامة ماريا فرناندا إسبيونوزا من الإكوادور، التى تعد رابع امرأة تشغل هذا المنصب. وفى آخر خطاب له أمام الجمعية العامة قبل انتهاء ولايته، سلط ميروسلاف لايتشاك رئيس الدورة الثانية والسبعين الضوء على قضايا منها السلام. وقال: إن ميثاق الأممالمتحدة يلزم الدول بالعمل لإنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب. وأضاف: «لكننا لم نف دائما بهذا التعهد، فى الماضى كان عملنا يركز على رد الفعل، كنا نحاول حفظ السلام عندما لم يكن هناك أى سلام لحفظه». وأشار إلى أن الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولى قد اعتمدا قرارات مهمة عام 2016، وحددا فيها نهجا جديدا حول السلام الدائم، لينصب التركيز على الوقاية من نشوب الصراعات. وقال: إن الجمعية العامة عقدت خلال الدورة التى رأسها، أول اجتماع رفيع المستوى حول بناء السلام واستدامته. وشدد على ضرورة مواصلة العمل ليصبح السلام الدائم واقعا، وليس مجرد فكرة أو تطلع. كما تحدث رئيس الجمعية العامة عن المناخ، وما تحقق فى مجال البيئة خلال العام المنصرم الذى شهد أيضا أعاصير فى منطقة الكاريبى وفيضانات وجفافا فى مختلف المناطق من افريقيا إلى آسيا. وتطرق إلى الحاجة لتوفير التمويل للتعامل مع تحديات المناخ. وعلى الرغم من تحقيق تقدم على مسارى أهداف التنمية المستدامة وتطبيق اتفاق باريس للمناخ، فإن لايتشاك شدد على ضرورة عمل المزيد لجمع التمويل وإبرام الشراكات الجديدة وخاصة مع القطاع الخاص. وفى سياق حديثه عن إصلاح الأممالمتحدة، شدد على ضرورة أن تتطور المنظمة الدولية وتتكيف مع التغيرات وأن تمتلك الأدوات الضرورية للتعامل مع الأوضاع فى عالم اليوم. واختتم ميروسلاف لايتشاك خطابه بالقول: إن العالم يمر بمفترق طرق، بما يحتم اتخاذ قرارات صعبة. وتابع: «يمكننا اختيار توفير حياة أفضل للجميع، أو السير على طريق تزايد انعدام المساواة والوعود غير المنجزة. يمكن أن نختار نهجا جديدا للسلام، أو نسلك طريقا يجلب مزيدا من المعاناة. يمكن أن نحول التوجهات الحالية إلى فرص، من تنقلات البشر إلى قضايا المناخ، أو أن نمشى فى الطريق الخطأ وننقلب على بعضنا البعض بدلا من أن نعمل معا».