* وزيرة الصحة: سنحاسب المسئولين عن الجريمة ونشعر بذنب كبير تجاه الضحايا * نواب ينتقدون أداء المستشفيات وأسلوب معاملة المرضى
استمعت لجنة الصحة بمجلس النواب برئاسة الدكتور محمد العماري، لتقرير من الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة حول وفاة 3 مرضى بمستشفى ديرب نجم بالشرقية فى أثناء إجرائهم لعمليات غسيل كلوي. واستعرضت الوزيرة فى تقريرها الأحداث التى وقعت وأدت إلى الوفاة، مؤكدة أنها لا تستطيع الإفصاح عن الأسباب النهائية للحادث قبل انتهاء تحقيقات النيابة، وأن التحديد النهائى لأسباب الوفاة هو مسئولية الطب الشرعي. وأكدت أنها لا تبرر الإهمال الجسيم الذى حدث فى وحدات غسيل ديرب نجم، مشددة على أن ما حدث هو إهمال كبير وأنها ستحاسب المسئولين عنه، وأنها تشعر بذنب كبير حيال الضحايا. وأعلنت زايد أن إجمالى عدد حالات الغسيل الكلوى فى مصر 50269 مريضا، وأن عدد وحدات الغسيل المنتشرة على مستوى الجمهورية بلغ 583 وحدة، بينها 218 وحدة قطاع خاص. وكشفت عن أن عدد إجمالى الجلسات سنويا يبلغ 7 ملايين و842 ألفا، بإجمالى تكلفة 657 مليون جنيه بموجب قرارات علاج على نفقة الدولة. وعن التحديات التى تواجه الخدمات الصحية، قالت زايد، إن وزارتها تعانى عجزا تاما فى القوة البشرية، مشيرة إلى أن 60% من الأطباء موجودون فى السعودية، والباقى يسعى للعمل فى القطاع الخاص. وأشارت إلى أنها طالبت كثيرا بوضع حد للإعارات إلى الخارج، بينما هناك زيادة فى عدد الصيادلة، مؤكدة أنها سعت من أجل زيادة عدد كليات الطب ومعاهد التمريض مثل العريش والسويس ودمنهور والأقصر وحلوان. وأكدت أن قوانين الوزارة تسمح بالتعاقد مع الأطباء بعد بلوغهم سن التقاعد فى المناطق الحدودية وفى الحضر، إلا أن الأطباء يفضلون التعاقد مع القطاع الخاص، موضحة أنها فى سبيل حل تلك الأزمة، تمكنت من تخصيص مبلغ 500 مليون جنيه وافقت عليه وزارة المالية، وذلك للتعاقد مع الأطباء خارج وزارة الصحة. وأشارت إلى أنه لا توجد تحديات مادية، وأن الوزارة تولى العلاج من الفشل الكلوى كامل الاهتمام، وان التحدى الحقيقى فى مواجهة النقص المادى للصيانة والنظافة. وأكدت أن أطباء الباطنة فى مستشفى ديرب نجم قاموا بدورهم على أكمل وجه فى التعامل مع باقى المرضى فى وحدات الغسيل الكلوي، ولولاهم لكانت الوفيات أكثر من ذلك. وأوضحت فى ردها على انتقاد بعض النواب خلال اجتماع لجنة الصحة فى البرلمان للمستشفى فى التعامل مع الأزمة أن هناك تعاملا آمنا تم من الأطباء ولولاهم لزاد عدد الوفيات. وعن الإجراءات التى اتخذتها الوزارة، قالت إنها شكلت لجنة فنية حول وفاة المرضى الثلاثة، لافتة إلى أن مهمة هذه اللجنة هى إعداد تقرير لرفعه إلى النيابة العامة باعتبارها الجهة المنوطة بالكشف عن سبب الوفاة من خلال تقرير الطب الشرعي. وأوضحت أن وزارة الصحة أرسلت عددا من اللجان إلى مستشفى ديرب نجم المركزى للتحقيق فى الحادث، وكذلك لفحص المصابين، والإجراءات التى اتخذتها الشركة المنوطة بإجراء صيانة لمحطة الغسيل الكلوى بمستشفى ديرب نجم المركزي. ولفتت إلى أن لجان الوزارة أخذت عينات من المياه وعينات دم لتحليلها، بهدف إعداد تقارير مبدئية، مشيرة إلى أن الوزارة أحالت مدير المستشفى ومدير الوحدة إلى النيابة العامة عقب وقوع الحادث. من جانبه، أكد النائب محمد السويدى أن هناك إهمالا، ويجب على الوزيرة اتخاذ قرارات حيال حالات الإهمال لمنع تكرار حدوث مثل هذه الأحداث. وقال النائب خالد الهلالى إن وزارة الصحة هى وزارة رد الفعل وليس الفعل، متسائلا عن عدد من النواحى الفنية التى تتعلق بماكينات الغسيل الكلوي؟ ومؤكدا أن المعايير الفنية لا تنطبق على أى وحدة غسيل كلوى موجودة فى مصر، ويجب محاسبة وزارة الصحة على هذا الإهمال وعدم مراعاة المواصفات لوحدات الغسيل الكلوي. ونشب خلاف بين النائب والوزيرة عندما ذكر بعض الإحصائيات والأرقام التى تتعلق بالوفيات، وتساءلت الوزيرة عن مصدر هذه الأرقام؟ مشككة فى عدم منطقيتها. وعقبت الوزيرة قائلة إن الوزارة تقوم بمسح شامل لم يحدث فى التاريخ حول أمراض السكر والسمنة والتى تؤدى للفشل الكلوي. بينما تساءلت النائبة شادية ثابت عن أسباب عدم إيقاف التعامل مع الشركة التى تقوم بالصيانة وتورد قطع الغيار، مطالبة بضرورة التعليم الطبى مستمر والوقوف على الأسباب من أجل تلافيها. وكشف النائب حاتم عبد الحميد أنه مريض بالكلي، وأن مرضى الكلى فى مصر مُهانون، وأن هناك مواد طبية غير موجودة فى مصر، وأنه تحصل عليها عندما كان فى المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن مريض الكلي فى مصر يعانى معاناة شديدة من إهمال ومن عدم توفير رعاية طبية سليمة، ويتعرض للموت فى أثناء الغسيل أو بعده أو فى أى لحظة. وعن موضوع التبرع الذى أثاره النواب، عقبت وزيرة الصحة أن الإطار التشريعى للتبرع بالأعضاء متاح بضوابط، ولا توجد أى قيود عليه سوى موافقة المتبرع، وهذا الأمر متبع فى كل دول العالم. وأكدت أنه للأسف ثقاقة التبرع ليست منتشرة فى مصر، ولكننا نصل إلى أن البعض يعاير المتبرع، مشيرة إلى أن المواطن فى دول العالم متبرع بأعضائه مالم يحدث العكس فى أن يكتب أنه غير متبرع. ولفتت وزيرة الصحة إلى أننا لو شعرنا بالمعاناة التى يعانى منها مرضى الغسيل الكلوى مثلا، سنعمل على تفعيل التبرع لهم بتلقائية، مشيرة إلى أن الوزارة ستعمل على توجيه رسائل إعلانية وإعلامية بشأن ثقافة التبرع خلال الفترة المقبلة. وأعلنت الانتهاء من 20864 حالة من قوائم الانتظار فى أقل من شهرين حتى الآن.