منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم وهو حريص على التوسع فى إنشاء الطرق والمحاور الرئيسية التى هى شرايين التنمية وناقلة التجارة الداخلية كما أنها تحد من الكثافة المرورية وأهم هذه المحاور الآن هو الطريق الدائرى الإقليمى الذى تم افتتاحه الاسبوع الماضى وهذه الطرق مصممة بمعدلات أمان عالية ساعدت بصورة كبيرة فى الحد من الحوادث لبعدها عن الكتل السكنية التى تتكرر فيها الحوادث المرورية وهى تساعد بشكل كبير فى اختصار زمن الرحلات لمستخدميها، ولكن على الرغم من أهمية هذه الطرق لم يغفل الرئيس السيسى عن الطرق القديمة بالمحافظات وهى طرق متهالكة وتفتقد الصيانة منذ سنوات طويلة وكأنها سقطت من ذاكرة مسئولى الطرق ولم يفكروا فى صيانتها مما تسبب فى ازدياد تدهور حالتها فاصبحت مسرحا للحوادث اليومية، والأمر لم يقف عند هذا الحد فقط بل امتد الى السيارات نفسها التى تستهلك بسبب حالة الطرق تلك ونفقد بسببها ثروة قومية من البشر لا تقدر بثمن بالاضافة الى سيارات بملايين الجنيهات من العملة الصعبة التى نستورد بها قطع الغيار والسيارات الجديدة بدلا من تلك التى استهلكت بسبب الطرق المتهالكة، وحسب الاحصائيات الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء فإن عدد الحوادث خلال العام الماضى بلغ (11098) حادثًا منها (9738) بالمحافظات و (1360) بالطرق السريعة، وهذا الأمر لا يقتصر على المحافظات البعيدة فقط ولكنه يحدث أيضا بالجيزة الملاصقة للعاصمة. فعلى سبيل المثال لا الحصر تم تنفيذ مشروع لازدواج طريق المنيب العياط منذ أكثر من عشر سنوات ومنذ هذا التاريخ يوجد بالطريق عشرات المطبات العشوائية الخطرة والعديد من الحفر العميقة ويفتقد دائما للصيانة مما تسبب فى العديد من الحوادث، وعلى الرغم من مطالبات اهالى تلك المناطق باصلاحها ولكن دون جدوي. وقد عبر الرئيس عبدالفتاح السيسى ببساطة عن المواطنين خلال افتتاح الطريق الاقليمى عندما طلب تشكيل لجنة لدراسة حالة الطرق بالمحافظات وتقيم مدى كفاءتها وتقديم تقرير بحالة هذه الطرق خلال شهر، وقال «ناس كتير بتشتكى من تهالك الطرق وإحنا مش هنسيب الشبكة متهالكة، لا لازم نعملها ونحمى المواطنين وسياراتهم»، وطلب أن يتم الانتهاء مما طلب خلال شهر لعرضه أمام المواطنين، هذا هو الرئيس الذى يشعر بالمواطنين. ولكن يظل السؤال الحائر دائما، لماذا لا يقوم كل مسئول من مسئولى الطرق والمحافظين بدوره؟ فلو أن مسئولى الطرق قاموا بصيانتها ما حدث ذلك الانهيار فى حالتها لكن يبدو ان المسئولين لايفعلون شيئا الا اذا طلب رئيس الجمهورية، فهل الرئيس مطالب بأن يتابع كل مسئول بنفسه ليتأكد من تنفيذ أعمالهم؟ سؤال نطرحه للاجهزة الرقابية والمحليات. [email protected] لمزيد من مقالات محمد شومان