«شبين الكوم السادات» الأسوأ.. والمطبات العشوائية وراء الحوادث قبلى وبحرى عقب صدور توجيهات الرئيس السيسى بإصلاح الطرق القديمة بالمحافظات واعادة النظر فى الكبارى التى مضت على انشائها عشر سنوات، تحرك عدد كبير من المحافظين لإعداد الدراسات وحصر الطرق وتدبير التمويل اللازم، وفى هذا الصدد «رصدت الاهرام» الاربعاء الماضى أحوال الطرق فى عدد من المحافظات، وفى هذه الحلقة نستكمل ما بدأناه والتفاصيل فى السطور التالية.. مطروح عاطف المجعاوى فى البداية نشير الى ان محافظة مطروح تشهد تنفيذ عدد من الطرق الجديدة منها «الضبعة روض الفرج الإقليمى» وتطوير شامل لطريق الإسكندرية العلمين الساحلى والذى تضمن توسعة، بإضافة 4 حارات بالاضافة لتوسعة طريق العلمين الضبعة. واحة سيوة التى تشهد نهضة سياحية وإنشاء العديد من المنتجعات والتى جذبت إليها آلاف السياح الأجانب، وتشييد العشرات من مصانع تعبئة التمور التى تصدر انتاجها للخارج، نجد أن الطريق الوحيد الذى يربطها بمطروح وباقى المحافظات منذ ان تم رصفه من 30 عاما لم تحدث له صيانة تذكر، ويجرى حاليا رصف هذا الطريق بتوسيع حارته الوحيدة وليس ازدواجه، فى المسافة بين مرسى مطروح وبئر النصف ولم يتم تنفيذ مرحلته الأولى بعد. ويقول النائب صلاح عياد عضو مجلس النواب، إن طريق سيوة مطروح البالغ طوله 300 كيلومتر تصدعت أجزاء منه وتشققت الطبقة الإسفلتية وارتفعت وانخفضت فى مناطق عديدة من الطريق، ويعانى المسافرون وهم يترجلون من السيارات ويقومون بإزاحة الطبقات الاسفلتية المفككة من الطريق بمجهودهم الفردى ونقلها بعيدا عن الطريق، وقد شهد طريق سيوة حوادث مروعة . كما يشهد طريق السلوم مرسى مطروح الدولي، الوحيد البرى الذى يربط بين مصر وليبيا، حالة شديدة من السوء فى طبقة الاسفلت وتهالك الطريق الذى يحتاج إلى خطة عاجلة لتطويره وتوسيعه، مما تسبب فى وقوع العديد من الحوادث خلال الأعوام الماضية، راح ضحيتها المئات بين قتيل ومصاب. واخيرا نجد ان طريق الاسكندرية مرسى مطروح، خاصة عند المنطقة ما بين الضبعة والفوكة بطول 70 كيلو مترا تقريبا، الأكثر حصدا للأرواح والمصابين، الامر الذى يستوجب الانتهاء من تطويره وانارته وزيادة العلامات الارشادية والتحذيرية به وتكثيف حركة رجال المرور عليه .
الغربية أحمد أبو شنب ورغم ان محافظة الغربية شهدت خلال السنوات الماضية إنشاء العديد من الطرق الرئيسية التى تربطها بالمحافظات المجاورة، مثل طريق «طنطا المحلة كفر الشيخ» ، إلا أن جميع تلك الطرق وهى تعمل حاليًّا، تفتقد الإنارة مما يتسبب فى تكرار الحوادث عليها. كما أن بعض هذه الطرق أصبح فى أمس الحاجة لإعادة تأهيله، مثل طريق «طنطا كفر الشيخ» بسبب سيارات النقل الثقيل التى أثرت على حالته بالسوء، فظهرت به التصدعات والتشققات، بالإضافة إلى الهبوط الأرضي. أما بالنسبة للطرق الداخلية فى مراكز ومدن الغربية، فعلى الرغم من رصف وإعادة رصف العديد منها، فإن معاناة المواطنين لا تنتهي، حيث تحتاج لإعادة تأهيل بشكل مستمر ولعل السبب يكون سوء تخطيطها أو إنشائها، فطريق «قطور المحلة» كما يؤكد رضا عبد الله سائق لم يشهد أى تطوير منذ عشرات السنين ويحتوى على حفر ومطبات عشوائية . من جانبه، أكد المهندس رضا كشك، رئيس الهيئة العامة للطرق والكبارى بوسط الدلتا، أنه سيتم إجراء عملية تقييم شامل لشبكة الطرق والكبارى بمحافظات وسط الدلتا لدراسة احتياجاتها من إعادة تطوير، ورفع كفاءة، وعوامل السلامة، والتخطيط، والعواكس الأرضية. نهالك الأسفلت على طريق طنطا كفر الشيخ سوهاج محمد مطاوع ونيفين مصطفى بالرغم من الانتهاء من رفع كفاءة الطرق الداخلية بمحافظة سوهاج، إلا ان الطرق الرئيسية مازالت تعانى الاهمال وعلى رأسها طريق «أسيوط - سوهاج الزراعى » .. ويقول احمد شاكر رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة طما، انه جار رصف طريق قريتى التحرير الأربعين والمدمر تل الزوكى وطريق كمين 9 من جنوب قرية أم دومة وصولا لمدخل الغنايم بمحافظة أسيوط . وجار رصف معظم شوارع مدينة طما بعد ان تم الانتهاء من شبكة الصرف الصحى . فيما يقول عدلى أبو عقيل رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة المنشاة، ان شوارع المدينة تهالكت بسبب عدم الانتهاء من مشروع الصرف الصحي، الذى بدأ منذ 16 عاما ولم ينته بعد، حيث وصلت نسبة التنفيذ إلى 70 % والعمل متوقف، وقد تم إعداد مذكرة لرفعها للدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء ووزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، لسحب الاعمال من الشركة المنفذة وإسنادها لشركة أخري، ولا نستطيع رصف الشوارع حاليا إلا بعد الانتهاء من مشروع الصرف الصحى.
الشرقية نرمين عبد المجيد الشوادفى عثمان شحاتة تعانى طرق الشرقية من غياب الصيانة عنها، وهى مشكلة تسبب الكثير من الحوادث الأليمة، حيث يقول محمود زايد عضو مجلس النواب، ان المحافظة تعانى من تهالك شبكة الطرق الداخلية ولابد من التنسيق بين الجهات المعنية، بمعنى مد خطوط الكهرباء والتليفونات والمياه والصرف قبل عمليات الرصف، حفاظا على ارواح المواطنين والمال العام، وخير مثال لذلك طريق جسر بحر مويس الزقازيق- ههيا القناطر- كفر صقر بطول 24 كيلو وطريق هربيط القناطر الصفراء بطول 8 كيلو وطريق المسلمية العواسجة بطول 9 كيلو وطريق جسر مصرف صان يمر بالقضاة حتى الكوبرى المتحرك بطول 17 . ففى قرية ام سعدون التابعة لمركز اولاد صقر، يعانى الأهالى من سوء حالة الطرق وتحول مدخل القرية الى مصيدة للارواح لضيقه ووعورته نتيجة عدم تمهيده أو اضاءته وكثافة الاشجار على جانبيه، ما يجعله مرتعا خصبا للصوص وقاطعى الطريق لارتكاب جرائمهم واصطياد ضحاياهم . وكذلك الحال فى قرية اكراش مركز ديرب نجم، شكا الاهالى من سوء حالة الطريق بالقرية، وقالوا ان تقاعس المسئولين عن انهاء مشروع الصرف الصحى والذى بدأ العمل به قبل 12عاما، وراء تعطل رصف الطريق رغم رصد ميزانية خاصة له . كما شكا اهالى قصاصين الأزهار بأولاد صقر من عدم رصف الطريق الذى يربطهم بمركز صان الحجر والحسينية ويربط المحافظة بالدقهلية وبورسعيد، رغم تخصيص ميزانية له وادراجه بالخطة منذ عشر سنوات.
المنوفية محمد العيسوي أما فى محافظة المنوفية، فحالة الطرق يرثى لها وتشهد العديد من صور الاهمال، حيث تفتقد إلى أبسط أعمال الصيانة منذ سنوات طويلة، وأبرزها طريق «شبين الكوم السادات» والذى يمثل نموذجا صارخا لإهدار المال العام، حيث تم اسناد أعماله قبل 10 سنوات لجهاز تعمير الساحل الشمالي، وتم نزع ملكية الأهالى ولكن لا جديد حتى الآن. وكذلك طريق «شبين الكوم منوف»، حيث يقول أسامة شرشر عضو مجلس النواب عن دائرة منوف سرس الليان لقد ساءت حالة الطريق منذ 3 سنوات عقب أعمال حفر به لتوصيل خدمة الصرف الصحى لقرى الماى وشنوفة، ولم يتم رد الشيء لأصله، وعانى المواطنون من حالة الطريق السيئة. وأوضح محمود عبدالمجيد سائق أنه يعمل على طريق السادات يوميا لتوصيل العمال إلى مصانعهم ويستغرق الوقت حوالى ساعتين ذهابا ومثلهما إياباً، مما يمثل زيادة فى تكلفة البنزين والمجهود وتضييع الوقت للعمال، وشاركه محمد أمين عامل فى الرأى مؤكداً أن المحور الجديد سيساعد على تخفيف الضغط المرورى على منطقه كفر داود والتى تقع فيها الحوادث اليومية نتيجه الزحام والطرق غير الممهدة. ومن جانبة أكد المهندس على عبدالدايم مدير مديرية الطرق والكبارى أنه يتابع عملية انتهاء مشروع الطريق الاقليمى ومحور «شبين الكوم السادات»، مؤكداً على الإنتهاء فى المواعيد المتفق عليها من قبل المسئولين عن المشروعات لتخفيف الكثافة المرورية بالطرق الرئيسية واستغلال الطرق الزراعية لتشجيع الاستثمار واستصلاح الأراضى الزراعية وإحياء المدن الجديدة على الطرق الصحراوية. بينما يقول المهندس أحمد مبارك المشرف العام للمشروع محور «شبين الكوم طملاي» إنه جارى استكمال مشروع محور التنمية الذى يربط بين المدينتين الصناعيتين «السادات قويسنا» وذلك لتخفيف الضغط على الطرق الرئيسية والمحاور التقليدية التى تربط بين المدينتين لزيادة الاستثمارات وتشجيع رجال الاعمال.
المنيا محمد عبد اللطيف الباسل على الرغم من بدء الهيئة العامة للطرق والكباري، تنفيذ أعمال تطوير طريق اسيوطالقاهرة الصحراوى الغربي، بطول 400 كيلومتر، من تقاطع طريق القاهرة الفيوم الصحراوى حتى مدينة أسيوط، بعرض 100 متر، وبواقع 50 مترا بكل اتجاه بتكلفة 5 مليارات و500 مليون جنيه مصري، الا أن الطريق القديم يشكل خطرا أساسيا على حياة المواطنين والذى تحول إلى ممرات وحارات أسفلتية منخفضة ومرتفعة جراء أماكن سير الشاحنات ومقطورات سيارات النقل الثقيل التى كانت سببا أساسيا فى وقوع الحوادث وتلف السيارات لتسببها فى كسر واتلاف مواتير وكارتيرات الزيت للسيارات، أثناء سيرها بالطريق القادم من الوجة القبلى إلى القاهرة، بالإضافة إلى عدم وجود خطوط الإنارة بالطريق. ومن جانبه أكد اللواء قاسم حسين محافظ المنيا، أنه تم التنسيق بين المحافظة ووزارة النقل لرفع كفاء الطريق الصحراوى الغربى «القاهرةأسيوط «، بطول 230 كم وبعرض 12 مترا بكل اتجاه وإنشاء طريق للخدمات من كل اتجاه 12 متر بنطاق محافظة المنيا 97 كم . وذلك لرفع كفاءة الطريق القديم . طرق المنيا مصائد للسيارات أسوان ياسر أبوالنيل حالة من الارتياح سادت بين أهالى أسوان عقب توجيهات الرئيس برفع كفاءة الطرق الداخلية بالمحافظات.. يقول محمد ابو القاسم عمدة قرية فارس غرب النيل إن رصف وصلات القرى بالطريق الرئيسى والانتهاء من مشروع كوبرى كلابشة الذى تم البدء فى تنفيذه منذ 10 سنوات ولم ينته العمل، سيحقق طفرة فى ربط غرب النيل بشرقه ويخدم المشروعات الاستثمارية بالمنطقة، خاصة مشروعات الطاقة الشمسية بغرب النيل. اما المهندس صلاح صمور مدير الطرق السابق بالمحافظة فيشير الى ضرورة إحياء أعمال الرصف بالطريق الصحراوى الشرقى «العلاقى خور ابوصبيره» بطول 25 كيلو مترا، الذى يربط أسوان بالأقصر وتم تخصيصه للنقل الثقيل، ليساهم فى تحقيق طفرة فى مجال النقل، وأيضاً هناك دراسة لرصف طرق «مزلقان الشلال العلاقي» وطريق «السماد» وازدواجه وتوفير الاعتمادات المالية لذلك.
أسيوط حمادة السعيد وائل سمير وقع أهالى أسيوط والصعيد عامة ضحية لسوء حالة الطرق، خاصة الطرق السريعة التى تتلاعب بالسائقين وكأن الموت يتربص بهم من خلال شبكة الطرق المتهالكة، سواء الرئيسية أو الفرعية والتى حولت سيارات الميكروباص الى « نعوش طائرة « بسبب الحالة الرديئة التى آلت إليها الطرق كالطريق الصحراوى الغربي، وكذلك الطريق الزراعى أسيوط - أسوان والذى تحول إلى طريق عشوائى بعد ان كثرت به المطبات العشوائية التى باتت تحصد أرواح الضحايا يوميا فى ظل اختفاء العلامات الإرشادية. فى البداية يقول حسام عامر سائق إن الطريق الصحراوى الغربى «القاهرة - اسيوط » هو كارثة بكل المعايير حيث أنشئ بدون تخطيط ويفتقد الإنارة ولا يصلح للسير عليه ليلا، هذا فضلا عن المنحنيات شديدة الخطورة التى تتسبب فى العديد من الحوادث خاصة وان هذه المنحنيات تكون عادة مصاحبة بمرتفعات ومنخفضات على الطريق، حتى ان سائق السيارة يشعر إنه داخل مدينة ملاه من كثرة الصعود والهبوط والتأرجح يمينا ويسارا، ومن لا ينتبه يلقى المصير المحتوم بانقلاب السيارة . وشاركه الرأى حسين محمد صديق سائق أن الجميع يلقى باللوم على السائقين ويتجاهلون سوء حالة الطرق التى تسير عليها السيارات، حيث إن الطريق الصحراوى الغربى القاهرة - أسيوط لم تتم به اى اعمال صيانة منذ ما لا يقل عن 10 أعوام . ويوضح عبد العال أحمد عبد الله مزارع أن الطريق الزراعى أسيوط - أسوان بات سيئا للغاية بعد الثورة حيث تتسابق العائلات على فرض كلمتها على الطرق السريعة والداخلية من خلال عمل مطب عشوائى أمام منطقتها وسط تراخ من المسئولين عن إزالتها. ويرى الدكتور حسن يونس أستاذ الطرق بجامعة أسيوط، أن المحافظة تعتمد على ثلاثة طرق رئيسية تربطها بالمحافظات، هى الصحراوى الغربى الذى بات عبئا ثقيلا على السائقين لقلة أعمال الصيانة الموجودة رغم الضغط الشديد عليه وانتشار التموجات على طول الطريق، وكذلك الصحراوى الشرقي، والذى يشهد حادثة مميتة كل شهر على الأقل. وعلى سبيل المثال تعانى قرية ديروط الشريف بمركز ديروط من تهالك جميع الطرق بها، ويقول فخرى حمدى محاسب، لم نر الرصف بالقرية منذ عشر سنوات لدرجة ان شوارعها الداخلية مدمرة بالكامل
بنى سويف مصطفى فؤاد سمسطا أحد مراكز بنى سويف السبعة، يقع على الطريق الصحراوى الغربى القاهرةأسيوط، وهو مركز بعيد عن الطريق الزراعى ، يعانى مواطنوه من سوء حالة الطرق الفرعية المؤدية للقرى والعزب والتى تهالكت، وأصبحت فى طى النسيان بحسب قولهم، وتنتشر القمامة على جانبيها وعدم إنارتها، ما يتسبب فى حصد أرواح العشرات من الأبرياء بسبب كثرة الحوادث عليها. حملنا شكوى الأهالى ووضعناها أمام رئيس مركز ومدينة سمسطا العميد عبد الرحمن عامر، والذى رد قائلاً: قمنا بتوصيل أسلاك الكهرباء مرتين لإنارة تلك الطرق بالقرى ويتم تقطيعها وسرقتها من قبل اللصوص لدرجة وصلت إلى أنه تمت سرقة محول كهرباء من إحدى القرى وطالبت الأهالى بمساعدتنا فى حماية أسلاك الكهرباء من السرقة عن طريق الإبلاغ عن هؤلاء اللصوص فور مشاهدتهم، لإمكانية القبض عليهم والتعامل معهم قانونياً فرفض الأهالى وقالوا: «إحنا بنشوف السرقة وبنسكت وما نقدرش نتكلم».