لا أعتقد ان هناك اعمالا فنية أساءت للمرأة كما فعلت مسلسلات شهر رمضان هذا العام..صور كثيرة قدمتها هذه المسلسلات عن المرأة وكلها جاءت علي درجة غير مسبوقة من السلبيات. .إنها الزوجة المغلوبة علي أمرها حين تقع فريسة رجل مزواج تحت ستار الدين حينا..وتحت سطوة المال والثراء..وهي المرأة الساقطة في قضية أداب..وهي الأستاذة في كلية الحقوق التي تمارس كل الوان النصب والتحايل باسم القانون وبعد ذلك تتحول إلي امرأة قاتلة في مشهد دموي رهيب قدمه التليفزيون والناس تحتفل بليلة العيد وصوت ام كلثوم يأتي من الزمن البعيد وهي تغني للعيد.. في مسلسلات رمضان هذا العام جاءت صورة المرأة غاية في السوء وكأن مؤلفي المسلسلات اختاروا أسرع وسيلة لتشويه المرأة..إنها الوزيرة التي مارست كل الوان الانحراف وامام ضرورات الدراما ولعنة المال تم إحياء الموتي بالنصب والتحايل ليجد المشاهد نفسه امام أشياء غريبة واشكال مريبة من دراما ابعد ما تكون عن القيم الفنية والأخلاقية..لا أدري اين جماعات الدفاع عن حقوق المرأة من هذه المسلسلات واين هؤلاء اللاتي يتباكين ليلا ونهارا علي حقوق المرأة الضائعة..واين دعاة المساواة ومواكب المدافعات عن حواء المظلومة.. كل ما جاء عن المرأة في مسلسلات رمضان اهان المرأة..وحاولت ان ابحث عن عشرات الوجوه التي تتصدر مشهد حقوق المرأة فلم أجد أحدا..هناك فريق نسائي تخصص في الفضائيات سنوات طويلة في الدفاع عن حقوق المرأة وتعجبت ان هذا الفريق لم يظهر مرة واحدة طوال شهر رمضان ليدافع عن حقوق المرأة..اغلب الظن ان لهذا الفريق علاقة ما بدنيا المسلسلات إما كتابة أو انتفاعا أو رغبة في افتعال المعارك..كانت حواء حاضرة بصورة رهيبة في مسلسلات رمضان في أسوأ حالاتها شكلا وموضوعا..وكانت غائبة تماما بعد اختفاء فريق الدفاع عنها لأسباب غير معروفة..اين مواكب حقوق الإنسان والحريات والروتاري وكل هذه الشعارات البراقة..الغريب في الأمر ان هذه المسلسلات ترسخ قيما لدي اطفالنا الصغار وللأسف الشديد انها قيم سيئة إبتداء بالزواج وإنتهاء بالنصب والتحايل وملفات الأداب مرورا علي القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وكم من الخطايا ترتكب بأسم المسلسلات. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة