رغم الإمكانات الكثيرة فى عنصر القمامة وهى مشكلة الحكومة الأولى لتحقيق تنمية واسعة وتشغيل طاقات العمل البشرى، فإن هناك قصورا غير مبرر فى إهمال هذا الكنز الذى يمكنه أن يعطى مشروعات واسعة فى كل مجالات التصنيع ويوفر مليارات الدولارات سواء فى التصنيع أو المخلفات العضوية للزراعة، ويسمح باستغلال مساحات مهدرة من الصحراء المهملة، لم لا نتعلم من دولة الصين التى تستورد قمامة مصرية ومن دول العالم بسعر الطن مابين دولار و5 دولارات، لتحولها إلى كل أنواع المنتجات التى تصدرها لنا بالمليارات. البيانات الرسمية تؤكد أن مصر تنتج 90 مليون طن سنويا من المخلفات الصلبة، و30 مليونا من المواد العضوية من خضر وغذاء ومواد صلبة وغيرها، يمكن إعادة تدويرها، وأهم محتوياتها: النايلون الأبيض الذى يغلف الثلاجات والأجهزة الكهربائية الجديدة به، ويصل سعره من القمامة 7 آلاف جنيه للطن، وزجاجات المياه المعدنية بسعر الطن 5 آلاف جنيه، لأنها مواد صلبة من مشتقات البترول التى نستوردها بالدولار، وعبوات الكانز وهى ألومنيوم خام، بسعر الكيلو 22 جنيهًا، وهو من 100 علبة. أما طن الكارتون والورق 2000 جنيه، والبلاستيك 2000 جنيه، والزجاج 500 جنيه، وهذه الأرقام بما تحمله من كنوز بأسعار الخامات الأولى للقمامة فى الوقت الذى نبذل فيه الجهود للتخلص منها حتى امتلأت مدافنها، ونبحث عن مدافن جديدة فى الصحراء دون أن نبذل جهدا لتحقيق الاستفادة الحقيقية من هذه الكنوز المضمونة التى تعطى أضعاف قيمة الخام مائة مرة، وتحيى صناعات تترنح من الاستيراد والأسعار العالمية. لماذا لا تبحث الحكومة فى تحويل ماتعتقده نقمة إلى نعمة وخير كثير، بإقامة مشروعات جادة من مصانع كبرى لاستغلال هذا الكنز المتجدد ونحن فى مرحلة تنمية شاملة، وأين تلك الشركة الكبرى المزمع إقامتها لإدارة المخلفات، إننا نحتاج منظومة جادة وطنية لجمع وتوجيه الخامات إلى مناطق تجميع وفصل ومنها إلى مصانعها مباشرة، خاصة فى المدن الأكثر إنتاجا للمخلفات وتتركز 50% منها فى محافظات: القاهرة والجيزة، والقليوبية والإسكندرية و40% بالبحيرة وكفر الشيخ والغربية والمنوفية والشرقية والدقهلية ودمياط.، كما يجب إشراك كل طائفة الزبالين بالمنظومة لأنهم أدرى بها عن غيرهم، وحتى لاتضار أسرهم بالمنظومة، وتوظيف سيارات تجميع تعمل فى منظومة جمع تنتظر فى ساعة محددة فى الصباح والمساء، وبما لا يسمح بإلقاء القمامة بالشارع، وفى نفس الوقت نحقق ميزة مزدوجة بمنع انتشار أحد مصادر الأمراض. لمزيد من مقالات وجيه الصقار