تعلمنا أمثالا كثيرة في حياتنا تدل وتعبر عن مواقف عاشها أهالينا في الماضي، نتج عنها إرثا ضخما من القصص والحكايات نستحضرها كلما دعت الحاجة مثل "ربي يا خايبة للغايبة". ولم نتوقف لحظة لنسأل أنفسنا نحن الأمهات: ترى أى نوع من "التربية" قبل أن أسلم ابنى لفتاة من المفترض أن تصبح شريكة حياته للأبد؟.. سألت إحدى الأمهات فى جلسة صديقات وهى "منفصلة" ولديها ولد صغير، أجابتي: "أعلمه لما يكبر يكون راجل!". فقاطعتها: وماذا تعنى كلمة "راجل"؟، قالت ضاحكة: يعني لما يكبر يكون مسيطر!. يبدو أن هذا الرد قد استفز أما أخرى لابنتين وهى منفصلة أيضا وتربيهن وحدها، بعد أن عانت من جبروت زوج عدة سنوات، فسألتها: "يعنى إيه مسيطر وعلى مين مش فاهمة؟"، ردت أم الولد: "يعنى أنا مش أربى وتطلع روحى وتيجى واحدة تاخده منى على الجاهز!، لازم تفهم كويس قوى ان أمه رقم واحد فى حياته"، فقالت أم البنات بانفعال: تقصدى زوجته؟!. وبدأ الحوار يسخن وخشيت أن يحتد بينهما، فأم الولد تغرس فيه مفاهيم التربية الذكورية البحته والقيم الخاطئة، منها على سبيل المثال لا الحصر "أنت راجل متعيطش أبدا"، فهي بذلك توأد فيه دون أن تقصد مشاعره الإنسانية وتعوده على الجمود، وهو ما ستعانى منه فيما بعد شريكة حياته التى لا ذنب لها سوى أنها ارتبطت برجل استقى من أمه ومجتمعه طبعا كل المفاهيم المغلوطة عن الرجولة. والمثير فعلا للجدل أن هذه الأم كانت تشكو لنا زوجها قبل انفصالها وتتهمه بأنه متحجر المشاعر وبعيد عنها كل البعد عاطفيا، بل وكان يسخر من مشاعرها إذا تأثرت أو بكت من موقف أو فيلم رومانسي، وكان يقول لها: "هو أنت هتمثلى؟!". أليس هذا ما تفعله تحديدا مع وحيدها؟، وهو ما تربيه وتنشئه عليه حتى يكون رجلا مسيطرا عندما يكبر؟. أما الأم الثانية فهي أم البنات وتتمنى لابنتها زوجا متفهما ومحبا ومعطاءً، بعيدا كل البعد عن نموذج طليقها الذى كان لا يقبل مجرد المناقشة لأنه رجل!. ترى من الذى زرع هذه المفاهيم الخاطئة من الأساس فى الرجال بخلاف المجتمع؟!. لمزيد من مقالات جيلان الجمل