أعلنت حركة طالبان أمس وفاة جلال الدين حقاني، مؤسس شبكة حقانى المتشددة إحدى أقوى الجماعات المسلحة فى أفغانستان والتى نفذت أكثر العمليات وحشية ضد المدنيين والعسكريين، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض. ولم يشر البيان الذى تم إرساله عبر تطبيق «واتساب» بشكل محدد إلى تاريخ أو مكان وفاة حقاني. وجاء فى البيان أن مجلس قيادة طالبان يقدم تعازيه لأسرة حقاني، وأن زعيم الشبكة كان طريح الفراش لأعوام بسبب مرضه. وكان حقانى قد أسس الشبكة فى السبعينيات لكنه تخلى عن قيادة عمليات الجماعة المسلحة منذ بضع سنوات لابنه سراج الدين حقاني، نائب زعيم طالبان الأفغانية حاليا الذى رصدت الولاياتالمتحدة مكافأة خمسة ملايين دولار مقابل الإيقاع به. وبرز حقانى كزعيم فى حرب عصابات دعمتها الولاياتالمتحدة ضد القوات السوفييتية التى احتلت أفغانستان فى الثمانينيات. وتميّز حقانى بقدراته التنظيمية وشجاعته وهو ما لفت انتباه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سي. آي. إيه»، حيث زاره آنذاك تشارلى ويلسون أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي، كما زار البيت الأبيض فى عهد الرئيس الأمريكى الراحل رونالد ريجان. وأقام حقاني، الذى يتقن العربية، علاقات وثيقة مع إرهابيين عرب من بينهم أسامة بن لادن الذى انتقل إلى أفغانستان خلال الحرب. لكنه تحالف لاحقا مع طالبان وقاتل القوات الأمريكية بعد الإطاحة بالحركة من السلطة فى 2001. وتميزت جماعته بالهجمات المعقدة وجيدة التنظيم على الجيشين الأفغانى والأمريكي، وكذلك على أهداف مدنية فضلا عن عمليات خطف بارزة. ويأتى نبأ وفاة أحد أهم قادة الجماعات الإرهابية فى وقت حساس لطالبان والحكومة الأفغانية التى يدعمها الغرب لا سيما بعد أن تعززت الآمال فى إجراء محادثات سلام بعد وقف غير مسبوق لإطلاق النار فى يونيو الماضي. وتعتبر شبكة حقاني، الذراع القوى لحركة طالبان فى أفغانستان. ويشار إلى أنه تم تداول تقارير حول وفاة حقانى فى الإعلام ولكن لم يتم تأكيدها من قبل. ويعتقد خبراء فى أفغانستان أن حقانى متوفى منذ أعوام، وأنه لم يكن قادرا على الحركة أو العمل لفترة طويلة قبل وفاته.ويقول خبراء وساسة أفغان إن شبكة حقانى تتمركز فى الحزام القبلى فى باكستان. وقال خبير باكستاني، رفض الكشف عن هويته، إن الشبكة انتقلت جزئيا لأفغانستان بعد شن الجيش الباكستانى عملية ضرب فى وزيرستان الشمالية لإخراج مسلحى شبكة حقانى فى 2014. وكان مايك مولن قائد أركان الجيش الأمريكى الأسبق قد اعتبر فى سبتمبر 2011 أن شبكة حقانى هى «الذراع العسكرية الحقيقية» لباكستان فى أفغانستان، موجها أصابع الاتهام الى أجهزة المخابرات الباكستانية التى تتمتع بنفوذ قوي. ومن جانبه، قال محمد رادمانيش المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية إنه من غير المتوقع أن تحدث وفاته أى تغيير رئيسى فى شبكة حقانى التى يتهمها مسئولون أمنيون أمريكيون وأفغان بتنفيذ بعض أعنف الهجمات الانتحارية خلال العقد الماضي. وتابع المتحدث أنه «من ناحية العمليات لن تؤثر وفاته على الجماعة»، مضيفا أن دور حقانى فى الأعوام القليلة الماضية كان فكريا أكثر منه عمليا.