تصاعدت الاشتباكات وأعمال العنف بين الميليشيات المتصارعة فى العاصمة الليبية طرابلس، مما دفع مجلس النواب الليبى إلى التحذير من نشوب حرب أهلية وفشل الانتخابات المقبلة. وأعلنت لجنة الشئون الخارجية والتعاون الدولى فى المجلس بمدينة طبرق شرقى ليبيا عن تمسكها بالمبادرة الفرنسية، التى وقعت عليها الأطراف الليبية فى 29مايو الماضى، ودعت اللجنة بعثة الأممالمتحدة بتحمل المسئولية تجاه مقدرات الليبيين، و مراجعة خططها السابقة لإعادة الاستقرار إلى ليبيا. وكانت حكومة الوفاق المدعومة دوليا ومقرها طرابلس قد أعلنت حالة الطوارئ فى العاصمة بسبب خطورة الوضع. ودوليا، دعت بعثة الأممالمتحدة للدعم فى ليبيا الأطراف المعنية فى ليبيا لاجتماع موسع اليوم، لإجراء حوار عاجل ومناقشة الأوضاع الأمنية التى تشهدها طرابلس. وأوضحت البعثة فى بيان لها أن دعوتها تأتى بالاستناد إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وإلى عرض الأمين العام للأمم المتحدة التوسط بين مختلف الفرقاء الليبيين. وأشارت البعثة إلى أنها وجهت الدعوة إلى مختلف الأطراف المعنية لحضور الاجتماع، فيما لم تعلن عن المكان الذين سيعقد فيه حتى الآن. وكان أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، قد ذكر كافة الأطراف المشاركة فى القتال الدائر بالعاصمة طرابلس، بأن الاستخدام العشوائى للقوة يعد انتهاكا لحقوق الإنسان. وأوضح جوتيريش أن غسان سلامة المبعوث الدولى إلى ليبيا على تواصل مع الأطراف الليبية المعنية حول إمكانية التوصل إلى اتفاق ينهى القتال الدائر، ويرضى الأطراف كافة. وتأتى هذه التطورات عقب إعلان مسئول قضائى ليبى أن حوالى 400 سجين فروا من سجن عين زارة فى جنوبطرابلس، بعد أن اشتد القتال بين جماعات مسلحة متناحرة. وأضاف المسئول أن السجناء فتحوا أبواب سجن بالقوة ولم يتمكن الحراس من إيقافهم.وفى تطور آخر، قتل 4 أشخاص وأصيب سبعة بينهم طفلان إثر سقوط قذيفة على مخيم الفلاح لنازحى تاورجاء بالعاصمة طرابلس. وكان أهالى تاورجاء قد غادروا مدينتهم الواقعة قرب مدينة مصراتة بغرب البلاد أثناء الأحداث التى دعمها حلف شمال الأطلسى وأطاحت بمعمر القذافى عام 2011، ومنع السكان من العودة إلى مدينتهم منذ ذلك الحين. وعلى صعيد آخر، أعلن مصدر عسكرى تابع للقيادة العامة للجيش الليبى أن مواجهات عنيفة تدور فى المدينة القديمة وسط درنة مع عناصر إرهابية أجنبية. ونقلت «بوابة الوسط» الليبية عن المنذر الخرطوش مسئول المكتب الإعلامى فى الكتيبة276 مشاة التابعة للجيش الليبيى أن العمليات العسكرية لا تزال متواصلة، وأن مسلحى التنظيمات الإرهابية يقاتلون باستماتة بسبب تواجد شخصيات إرهابية غير ليبية بارزة فى صفوفهم، وأن هؤلاء يتحصنون بالمدينة القديمة والقسم الخلفى من شارع المغار. وذكر المصدر أن وحدات الجيش الليبى تحاصر المسلحين فى منطقة مساحتها 300 متر فقط، وهى تتقدم ببطء بسبب زرع عبوات ناسفة بالمنطقة، وانتشار القناصة فوق أسطح المبانى التى يتحصن بها المسلحون. وأفاد المتحدث بمقتل ضابطين تابعين للكتيبة 106فى الاشتباكات مع الإرهابيين، وإصابة 3 جنود تابعين للكتيبة 276 مشاة، إضافة إلى إصابة جندى يتبع للكتيبة 102. وأكد المتحدث أن قوات الجيش الليبى تسعى إلى حسم هذه المعركة، وتطهير منطقة درنة القديمة من فلول الإرهابيين. ومن جهة أخرى دعا الدكتور مشعل بن فهم السلمى، رئيس البرلمان العربى، الجماعات المسلحة فى ليبيا إلى الوقف الفورى لإطلاق النار بمدينة طرابلس حفاظا على أرواح المدنيين، واحترام سيادة الدولة، والتوقف عن استهداف المنشآت الحكومية، كما طالب السلمى بمحاسبة كل من يستهدف المدنيين باعتبارها جرائم حرب. وقال السلمى- فى بيان له أمس- إننا نتابع عن كثب وبقلق شديد تطورات الأوضاع بمدينة طرابلس الليبية، مؤكدا ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار حفاظًا على أرواح المدنيين.