أثارت واقعتا اكتشاف مريضين مصابين بمرض نقص المناعة «الإيدز» داخل مستشفيين فى الدقهلية وأسوان خلال الأيام الماضية حالة من القلق والرعب بين صفوف الأطباء والمرضي، مما دعا وزارة الصحة إلى طمأنة الجميع، وأن هناك إجراءات وقائية وفورية يتم اتباعها لمثل تلك الحالات قبل دخولها المستشفى وبعدها. ومرض الإيدز من الأمراض المنقولة عن طريق الدم والجنس والمخدرات ،انتشر خلال السنوات الماضية فى مصر ..وهنا تطرح الأسئلة : هل هناك نسب واضحة لأعداد المصابين بالمرض؟ وهل الإجراءات التى تتبعها وزارة الصحة كافية ؟وما حقيقة وجود برنامج وطنى للتصدى لذلك المرض الفتاك والقضاء عليه نهائيا ؟ الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان أكدت أن مصر تعتبر من الدول ذات معدل انتشار منخفض جدا للإصابة (أقل من 0.02 %) وهو من أقل المعدلات بدول العالم، وهو ما تؤكده بيانات منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة للإيدز، وتحتل الفئة العمرية من 15 إلى 50 سنة نحو 75% من عدد المصابين المكتشفين، مؤكدة أن هناك البرنامج الوطنى لمكافحة الإيدز الذى يقوم بتوفير العلاج بالأدوية المضادة لفيروس نقص المناعة البشرى لكل من يحتاجها من المتعايشين طبقا للدليل الوطنى للرعاية والعلاج بمعدل تغطية 100% من المتعايشين المسجلين من خلال 15 مركزا متخصصا، بالإضافة لخدمات الرعاية الطبية الإكلينيكية المتخصصة، كما يتم صرف العلاج مجانا لكل من يحتاجه من المرضي، ويتم تنفيذ برنامج وقاية الطفل من أم مصابة لجميع السيدات الحوامل المصابات بالفيروس ونجح البرنامج فى تحقيق نسبة 100% لوقاية الأطفال المولودين من الأمهات المصابات المسجلين منذ عام 2014 . الدكتور خالد مجاهد المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان أكد أيضا أنه نتيجة لمجهودات القطاع الوقائى والبرنامج الوطنى لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة والسكان فى تكثيف وتعزيز استمرارية أنشطة الترصد الصحى وتضافر جهود التوعية المجتمعية والتوعية بين العاملين من مقدمى الخدمات الصحية بجانب التوسع فى الفحص المعملى للفيروس وضمان وجود خدمات العلاج والرعاية الصحية فإنه يتم رصد واكتشاف الحالات المصابة من مختلف الفئات وهو ما يعتبر معدل اكتشاف، وليس معدل حدوث إصابات جديدة، نظرا لأن الإيدز يعتبر من الأمراض المزمنة والتى توجد فترة بين الإصابة والاكتشاف نظرا لعدم وجود أعراض مميزة للإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشرى وخوف المواطنين من عمل التحليل نتيجة للوصم المجتمعي، حيث تعتبر مصر من أقل دول العالم فى معدل انتشار الإصابة بمعدل انتشار أقل من 2 لكل عشرة آلاف حالة من عموم السكان. وفى السياق نفسه يقول الدكتور علاء عيد رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة والسكان إن البرنامج يسعى للقضاء على الإيدز كمشكلة تهدد الصحة العامة بحلول عام 2030 وذلك عن طريق عدد من المحاور تتركز فى الكشف عن الأشخاص الذين تعرضوا لخطر العدوى ولم يقوموا بالفحص المعملى عن طريق توفير الفحص لأكبر عدد من المواطنين ثم ربط المصابين بمنظومة المتابعة المعملية والعلاج المضاد للإيدز، ثم دعم الانتظام على العلاج للتحكم وتثبيط الحمل الفيروسي، بالإضافة إلى المجهودات الأساسية والمستمرة لنشر المعرفة والتوعية لمنع السلوكيات المؤدية للعدوى بالفيروس، كما يتم تعزيز التوعية الصحية والسلوكية وخدمات الفحص المعملى و»جميع الخدمات مجانية»، كما يقوم البرنامج بالتوسيع فى توفير خدمات توفير المعلومات والمشورة الصحية والفحص المعملى الخاص بالإيدز من خلال 24 مركزا للمشورة والفحص الاختيارى ب 18 محافظة مختلفة كخطوة أولية لتقييم المخاطر ودعم السلوكيات الآمنة لمنع التعرض للعدوى من خلال اكتشاف الحالات المصابة.