الحياة الزوجية مليئة بالمشكلات والأزمات التى تمر، ونعتقد أننا نسيناها، لكن شيئاً ما يبقى من هذه الأزمات فى نفوسنا.. ومع مرور الزمن يحكم علاقاتنا بالآخر عدد من الأخطاء البسيطة التى تراكمت، لذلك نفاجأ بحالات انفصال بعد سنوات طويلة من الزواج ونتساءل.. كيف ولماذا انفصلا بعد هذا العمر الطويل؟! لهذا كان من الضرورى أن نلفت الانتباه إلى الأخطاء البسيطة وكيفية تجنبها بين الأزواج والزوجات. أخطاء الأزواج لاتنتهي، والأفضل «تكبير الدماغ» هكذا بدأت عايدة سراج حديثها قائلة: بعد فترة من الزواج أن ينسى زوجى مثلا عيد ميلادى فهذا أمر لا يستحق افتعال المشكلات أو ينسى شيئا طلبته منه بإلحاح فالأمر بسيط، أو يسبقنى فى ركوب المترو ولا ينتظر أن يطمئن على ركوبى فهذا شيء لا يستحق الغضب ويجب أن لا أكبر الأمور.. هكذا يقول لى زوجى لكن ودون أن يدرى هذه الأشياء تحزنني.. وإن كنت أتناساها ويكفى مشكلات البيت والأولاد ولا داعى لمناقشة الأمور التى تجرحني!! الاعتذار لايكفي تقول هبة سعيد: خطأ الزوج البسيط يجرح بقوة حتى وإن مرت الأزمة فإنه يترك علامة، وقد حدث ذلك معي، فزوجى رجل طيب ولا يحاسبنى على أى شيء فى المنزل لكن حدث ووجدت فائضاً من التموين لدي، فاستأذنته أن أعطيه لوالدتى فما كان منه أن رفض معللاً ذلك بأنه يتعب فى حمله وليس منطقياً أن نعطيه لعائلتك على الجاهز، وغضبت من رد فعله لأنه كريم مع الجميع، ورغم اعتذاره إلا أن الأمر ترك أثراً فى نفسى وجعلنى أعيد حساباتى دون أن أواجهه. أخطاء نسائية لكن ماتعليق الرجال؟ وما أخطاء النساء تجاههم؟ يرى جودت منصور أن الرجل بطبعه لا يقف عند الصغائر ومن هنا فإن الأخطاء البسيطة التى قد تقع فيها المرأة دائما غير مؤثرة على الكيان الأسرى فإنه يتجاهلها بعكس المرأة التى تحتفظ فى الذاكرة بكل موقف ولو بسيط لتحاسب زوجها عليه وقت الخلاف، فمثلاً أشعر بضيق لأن زوجتى لا تستيقظ لإعداد طعام الإفطار لى بالرغم من أنها تفعل ذلك للأولاد، كذلك أغضب عندما تهتم بطلبات الأولاد فى الطعام ولا تسألنى لكننى أتجاوز هذه الصغائر لأن الحياة الزوجية أكبر من الوقوف عند كل مشكلة بسيطة. زوجتى وشقيقاتي نبيل شاهين، يرى أن بعض النساء يضخمن الأمور البسيطة ليصنعن مشاكل ويغضبن ويتهمن أزواجهن بتفضيل الآخرين عليهن وأنا شخصياً أعانى من هذا الأمر مع زوجتي، فأنا مشغول لذلك أترك لها مسئولية تربية الأبناء وذهابهم للأطباء وأنشغل عادة عن السؤال عنهم. لكن يحدث وتذهب إحدى شقيقاتى للطبيب فأتصل للسؤال عنها وهنا أفاجأ باتهام زوجتى لى بأننى لا أهتم بها وأتناساها وهذا غير حقيقى وأنا لا أحسب الأمور بهذا الشكل.. وعموماً فالأفضل التجاوز عن مثل هذه الأمور البسيطة حتى تستمر الحياة . العتاب الهادئ وبين إجابات واتهامات كلا الطرفين نستمع لتعليق المتخصصين.. تقول سها شاهين خبيرة العلاقات الأسرية: أى علاقة بين طرفين أو أكثر بها مساحة من الأخطاء المتبادلة ومدى تأثير هذه الأخطاء على قوة العلاقة يرتبط بطبيعة العلاقة وطبيعة الأفراد المشتركين فيها، ومستوياتهم العقلية والثقافية، فما يقبله شخص قد يرفضه الآخر. وإذا ركزنا الحديث على العلاقة الزوجية وما قد يحدث بين طرفيها من أخطاء بسيطة سنجد أن الزوجين عادة يدركان أن الخطأ أمر وارد. لكن المشكلة تحدث عندما يعتبر طرفا العلاقة أن الأخطاء البسيطة لا تستحق الإعتذار أو التوقف عندها، فالأزمات الكبيرة عندما تحدث يهتم بها الطرفان حتى تنتهى ويعود الوئام، وربما لو اهتم مرتكب الخطأ بالاعتذار ما ترك أى أثر، لكن الكتمان فى الأخطاء البسيطة هو ما يسمح لها بالتنامى والتأثير على الموقف دون أن يستوعب أى طرف سبب المشكلة، وهذا لا يعنى الافتعال الدائم للمشكلات لكن يعنى وجود مساحة من العتاب فى اللحظات الطيبة.. والمصارحة الهادئة والتفاهم أفضل الطرق لإذابة أى أخطاء مهما كانت بسيطة.