الكثير من التطورات التى تكون الولاياتالمتحدة طرفا فيها، أو تلك التى تجرى فى الداخل الأمريكي، لها علاقة بحزمة من الأسباب غير العلنية التى تطيل واشنطن سترها والتمويه عليها، من ذلك مثلا علاقة مجموعة من التطورات الدولية والمحلية بانتخابات التجديد النصفى للكونجرس التى تجرى بعد شهرين، وعلى رأسها التصعيد الأحمق ضد نظام بشار الأسد وروسيا الموجودة فى الأراضى السورية وتلعب دورا مهما فى دحر الإرهاب والحفاظ على الشرعية، فبعد أن نجح النظام الوطنى السورى فى تطهير وتحرير الجنوب، وبدأ يستعد لمعركة فاصلة ضد الإرهاب فى إدلب بالشمال، راحت واشنطن تحشد لمسرحية جديدة تكثف فيها الادعاءات ضد النظام وزعم استخدامه الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، واستعدت واشنطن لقيام التحالف (أمريكا + انجلترا + فرنسا) بشن غارات لإعطاء غطاء فوق هجوم واسع من المجموعات الإرهابية فى حلب وحماه، كما دفعت أمريكا عناصر من منظمة (الخوذ البيضاء) المشبوهة بتصوير أفلام عن الهجوم الكيماوى المزعوم ونشرها فى وسائل الإعلام الدولية، وحددت مكان الهجوم ببلدة «كفر زيتا» قرب حماه.. وهذه التمثيلية ترفع معدلات الإحساس بالخطر وبالتالى تدفع الناخب الأمريكى وبالذات الجمهورى إلى التجمع وراء حزبه فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس. وقبل ذلك راحت أمريكا والرئيس ترامب يثيران ضجة كبرى حول اعتقال القس (الإنجيلي) فى تركيا ويبالغان فى إسباغ أوصاف الخطر الشديد الذى يواجه الديمقراطية الأمريكية جراء اعتقال ذلك المواطن, والغرض كان استمالة الإنجيليين فى انتخابات التجديد النصفى بالكونجرس. وأخيرا الصخب الشديد الذى يدور حول عزل الرئيس ترامب بعد شهادة محاميه مايكل كوهين عن أنه أوعز إليه بدفع مبالغ مالية لممثلة إباحية وموديل فى مجلة بلاى بوى مقابل سكوتهما، خاصة أن الذى سيقوم بإجراءات العزل هو الكونجرس، فإذا سيطر عليه الديمقراطيون سيمنحهم ذلك إمكانيات عملية كبيرة وفرصا للحركة ضد ترامب.. ذلك كله يسبق انتخابات التجديد النصفى للكونجرس ويسهم فى توتير الأجواء وخلق حالة من الخوف تدفع الناخبين الجمهوريين إلى الالتفاف حول الحزب الجمهوري.. فهل تنجح هذه المحاولة التى سبق المحافظون الجدد إلى اتباعها أيام جورج دبليو بوش وغزو العراق. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع