تحول إطلاق الألقاب والرتب والصفات على غير الحقيقة إلى أخطاء شائعة ومتداولة وراسخة وكأنها حقيقة.. فلقب المستشار رغم أنه لا وجود له أصلا إلا فى حالات خاصة داخل قاعات المحاكم يستخدمه البعض دون صفة حقيقية، ولقب دكتور الذى يطلق على الأطباء والصيادلة بشكل عام، غير صحيح، فالطبيب طبيب وليس دكتورا والصيدلى صيدلى وليس دكتورا، لأن الدكتور هو من يحصل على درجة علمية فى الطب والصيدلة وجميع التخصصات الأخرى وكذلك الأفرع الأدبية والفنية من خلال التقدم برسالة ماجستير ثم رسالة دكتوراة مكتوبتين ومعتمدتين وموثقتين ومحفوظتين وأحيانا مطبوعتين.. أما الشهادات التى تمنح فى الخارج فلابد أن تعتمد من المجلس الأعلى للجامعات، وأما الشهادات التى تمنحها أى جهة داخلية وخارجية غير جامعية، فهى شهادات غير معتمدة ولا أصل بحثيا لها، وأما الدكتوراة الفخرية، فهى فخرية فقط ولا تطلق على من يحصل عليها.. ويستخدم لقب الأستاذ بالخطأ أيضا، فالأستاذ هو من يعمل بالجامعات ويحصل على ترقية نتيجة أبحاث بعد تعيينه معيدا ثم مدرسا مساعدا ثم مدرسا ثم أستاذا مساعدا ثم أستاذا.. ويطلق هذا اللقب أيضا على من يعملون بالأدب والصحافة والفنون والإعلام فى تخصصات محددة وحالات معينة. كل هذه الألقاب والرتب تندرج تحت ما نطلق عليها الأخطاء الشائعة التى يبتدعها أصحابها ويطلقها عليهم المجتمع بأسره دون تفكير أو تأكد أو حساب. وفى هذا الصدد يجب الاشادة بالأطباء الضباط الذين يستخدمون عبارة لواء طبيب أو أى رتبة أخرى دون استخدام لقب دكتور إلا إ ذا كان حاصلا على الدكتوراة بالفعل. ونحن ننبه الإعلام لفتح هذا الملف المهم توعية للعاملين فيه وتوعية للناس، حتى يتراجع المدعون أو يسلبهم الناس هذه الألقاب والرتب المزيفة، ونطالب بتطبيق القانون على اعتبار أن انتحال صفة يعد جريمة.. ولا يعنى هذا تمجيد اللقب والرتبة، فكم من شخصيات لم تهتم بهما رغم حصولهم عليهما بالجهد والتميز والحق وترفعوا عن استخدامهما مدركين أنهم أكبر من اللقب والرتبة، أفضل دليل على ذلك أنيس منصور المعيد بالجامعة الذى فضل الصحافة على الدكتوراة، وقال إن أى كتاب لى هو رسالة دكتوراة.. وعميد الأدب العربى طه حسين الذى لم يضع لقبه المستحق على مؤلفاته.. ومحمد عبدالوهاب الحاصل على الدكتوراة الفخرية ورتبة اللواء ولم يستخدمهما على الإطلاق.. والعقاد الذى رفض أن يمنح الدكتوراة الفخرية رغم عدم حصوله على الثانوية العامة قائلا من ذا الذى يمنحنى الدكتوراة؟ وفى المقابل أخطأ يوسف إدريس ومصطفى محمود وغيرهما عندما استخدموا لقب دكتور وهم أطباء. الفكرة ليست استنكار تعظيم الألقاب والرتب والاعتزاز بها والافتخار بها والاحتفاء بها، وهو حق مشروع، ولكن الاعتراض على تزييفها، على من لم يحصل عليها أصلا. لمزيد من مقالات ◀ فتحى العشرى