بعد تحقيقات استمرت قرابة الستة أشهر، قررت لجنة تحقيق علمية في كلية الطب بجامعة هانوفر الألمانية أن "الدكتورة" الطبيبة أوروزلا فون ديرلاين وزيرة الدفاع الألمانية استحقت شهادة دكتوراه الطب التي تحملها منذ عام 1990 عن جدارة، ولا شبهة فيها للتدليس العلمي أو الغش، رغم بعض الأخطاءالمتمثلة في عدم الإشارة لمصادر بعض الاقتباسات العلمية في أطروحة الدكتوراه. وكان بعض الأفراد وأجهزةالإعلام قد اتهمت الوزيرة بأنها ارتكبت أخطاءً علمية فادحة ترقى إلى الغش العلمي، وانتهكت أصول ومبادئ البحث العلمي في رسالتها المقدمة للحصول على دكتوراه الطب من جامعة هانوفر، وشككت فى استحقاقها لحمل دكتوراه الطب نتيجة لهذه الانتهاكات. وبادرت الوزيرة المسئولة عن الدفاع عن دولة ألمانيا كلها على الفور للدفاع باستماتة - ومرة أخرى - عن لقبها العلمي، وطلبت من كلية طب هانوفر التي منحتها الدكتوراه، بإعادة فحص وتدقيق بحثها العلمي لنيل الدكتوراه من جديد ، وانتهت اللجنة العلمية التي شكلها مجلس كلية طب هانوفر إلى أن الدكتورة اوروزولا تستحق دكتوراه الطب رغم وجود "أوجه قصور " في رسالة الدكتوراه. مؤكدة أن الأمر يتعلق بأخطاء وليس بحالة غش، وأن الوزيرة يمكنها بناءً على ذلك الاحتفاظ بدرجة الدكتوراه. وأوضح الدكتور كريستوفر باوم، عميد كلية طب هانوفر، أنه قد ثبتت بعض حالات الاقتباس غير الموثقة " لكن الأمر يتعلق بأخطاء وليس بسوء سلوك"، نافياً ارتكاب فون دير لاين جريمة الغش أو التدليس العلمي. وتنفست الوزيرة الصعداء عقب صدور نتيجة التحقيق معربة عن ارتياحها وسعادتها بتأكيد جدارتها واستحقاقها للقبها العلمي وقالت " أنا مسرورة لأن الجامعة انتهت بعد فحص شامل إلى أن تجاربي مهمة بالنسبة للبحث الطبي وأن الرسالة بصورة إجمالية قد استوفت المتطلبات العلمية". المثير في الأمر أن وزيرة الدفاع والتي لا تحمل رتبة عسكرية بل هي طبيبة أطفال وكانت تشغل منصب وزيرة الأسرة والشئون الاجتماعية ولا تمارس مهنة الطب منذ توليها مناصبها الوزاريةاستماتت في الدفاع عن لقبها العلمي الطبي لأنها كانت ترى "رأس المملوك الطائر " أمامها، حيث نجحت حملة إعلامية منظمة في إجبار سلفها وزير الدفاع الأسبق كارل ثيودور تسو جوتنبيرج على تقديم استقالته ليس من منصب وزير الدفاع فقط بل من الحياة السياسية برمتها وذلك بعد التشكيك فى رسالة الدكتوراه التى كان يحملها في الاقتصاد وسحبها منه.! وفى هذا الصدد تجدر الإشارة إلى عادة ألمانية خالصة وهى تفتيش أجهزة الإعلام الألمانية والمنافسين السياسيين عن كل كبيرة وصغيرة في تاريخ حياة أي مسئول سياسي في ألمانيا بمجرد أن يتولى منصبه علهم يجدون أية ثغرة للنيل منه، وذلك تطبيقا لمبدأ الشفافية والنزاهة، وقد راح ضحية لهذه العادة الألمانية رئيس ألمانيا السابق كريستيان فولف بعد أن اكتشفت صحيفة ألمانية أنه قد حصل على قرض من بنك ألماني بفائدة مخفضة لترميم منزله، واضطر صاغرا لتقديم استقالته قبل انتهاء فترته الرئاسية.