«احنا معاك».. عبارة جاذبة للانتباه، مكتوبة على أتوبيس ملون يقف متفردا فى ميدان السيدة زينب. يتجمع حوله عدد من الأطفال الذين تكشف وجوههم البائسة وملابسهم الرثة عن حالهم. متسولون وبائعون متجولون وآخرون ألقت بهم ظروفهم على الأسفلت..بعضهم يعرف فريق العمل الذى يرتدى أعضاؤه نفس «التيشرت»..مطبوعة عليه نفس الكلمات : «حياة آمنة وكريمة لكل الأطفال» و آخرون يحاولون اكتشاف الحكاية بقدر من الفضول والتوجس..ومع مرور الوقت، يستجيب عدد منهم للدعوة للصعود. وهذه المرة قبلها حازم وأحمد وفاطمة ليستمتعوا بلعب «البلاى ستيشن».. والشطرنج والرسم.إنها إحدى الوحدات المتنقلة التابعة لبرنامج «حماية الأطفال بلا مأوى» الذى تنفذه وزارة التضامن الإجتماعى بالمشاركة مع صندوق تحيا مصر وبالتعاون مع بعض المؤسسات الأهلية ومؤسسات الرعاية والتأهيل. يتجول فريق العمل فى المنطقة بحثا عن الأطفال المعرضين للخطر فى محاولة لاستقطابهم وحمايتهم. يدعوهم ساهر سراج لممارسة الأنشطة.. وتعالج رشا رضا إصاباتهم، أما أحمد كمال، الأخصائى فيترقب الفرصة لكسب ثقة الصغير والتعرف على ظروفه وأسباب وجوده فى الشارع، ويتعاون مع محمد محمود مسئول إدارة الحالة وهشام طه المنسق العام، لاستكمال مسيرة إنقاذ الطفل، سواء بإعادته إلى أسرته،أو إيجاد فرصة تعليم وتأهيل فى إحدى مؤسسات الرعاية، ومتابعة الطفل داخلها. 17 وحدة تتجول فى 10 محافظات 6 ساعات يوميا فى محاولة لإنقاذ أكبر عدد ممكن من صغار الشارع ، تعاملت مع 16000 حالة منذ انطلاق البرنامج فى يونيو 2016. تجربة مهمة لحماية الصغار لكن الأهم هو ضمان عدم عودتهم للشارع مرة أخرى، ويبقى السؤال، لماذا لا يتحقق حلم إنشاء قرية نموذجية للأطفال تتبنى أحلامهم وتساعدهم على إقامة حياة سليمة والاندماج مع مجتمع مازال يرفضهم ولا يعترف بحقوقهم؟