أقصد هنا د. طارق شوقى وزير التربية والتعليم الذى سوف يتصدر اسمه الصحف ووسائل الإعلام فى الأسابيع المقبلة بمناسبة عودة 21 مليون تلميذ إلى مدارسهم فى العام الدراسى المقبل 2018/ 2019. وأذكر ابتداء أننى كتبت هنا فيما يقرب من هذا التوقيت فى العام الماضى (5/7) كلمة بعنوان: نداء للدكتور طارق شوقى، أحيي فيه تصميمه على إنهاء ظاهرتى الدروس الخصوصية والسناتر اللتين تشكلان سرطانا ينخر فى نظام التعليم فى مصر، وناشدته أن يدعو لعقد مؤتمر قومى جامع يناقش قضية التعليم...، واليوم أكرر تلك الدعوة، خاصة أننى أعلم، وسيادته ايضا يعلم، أن جهوده الصادقة ونواياه الطيبة، لم تنجح فى مكافحة الدروس الخصوصية ولا السناتر.وقد قرأت أمس الأول أن وزارة التربية والتعليم تنسق مع عدة جهات سيادية وأمنية لتكثيف حملات على مراكز الدروس الخصوصية، خاصة فى المحافظات الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية والشرقية حتى يتم التصدى بكل حسم وقوة لمافيا الدروس الخصوصية خلال الفترة المقبلة. و أن إجراءات صارمة سوف تتخذ ضد أى معلم يتم ضبطه داخل مركز للدروس الخصوصية...إلخ. حسنا.. إننى أكرر وأقول للدكتور طارق إن تلك الإجراءات قد تفلح فى إغلاق بعض السناتر، ولكن البديل لن يكون المدرسة وإنما هو الدروس الخصوصية، إن التلاميذ- أقصد بالطبع تلاميذ المدارس الحكومية المجانية - يذهبون للفعل للمدارس ولكنهم يتلقون تعليمهم فعليا فى دروس خصوصية، حتى فى أكثر الشرائح الاجتماعية فقرا. الحل جوهره يا د.طارق هو أن تقتنع الأسر، أن يقتنع الأهالى، بأن أبناءهم سوف يتلقون تعليما حقيقيا فى المدرسة، وأن يقتنع المعلم بأن قيامه بواجبه فى التدريس بالمدرسة يؤمن له دخلا كريما يتناسب مع مكانته التى تكاد تجعل منه رسولا! وهذا كله عبء ينبغى أن تتحمله الدولة والمجتمع كلاهما و ليس أبدا وحده وزير التربية والتعليم! لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب