المحافظ: قروض ميسرة ودراسة تسويق المنتجات وتوصيل الخدمات تواجه صناعة الفخار التى اشتهرت بها قرى المدمر وشندويل بمحافظة سوهاج الاندثار نتيجة الصعوبات التى يواجهها العاملون بها التى اضطرتهم للهروب منها والعمل فى مجال آخر. انتقلت «الأهرام» الى قرية «شندويل البلد» بمركز المراغة التى تتركز بها هذه الصناعة لرصد مشكلات العاملين بها، فيقول عم مخيمر الشهير بأبو حاتم ان هذه الحرفة مصدر الرزق الوحيد لهم منذ عشرات السنين ويصنعون القواديس الخاصة بأبراج الحمام والطواجن والزير وغيرها، لكن تواجههم صعوبات كثيرة اهمها التسويق ، مشيرا الى ان العامل الذى كان منذ 20 سنة أبا لتسعة ابناء رفض الاستمرار فى العمل وفضل البحث عن عمل آخر. التقينا علاء صابر من أبناء المهنة «32 سنة» قال انه يعمل فى هذه الحرفة منذ ان كان عمره 12 عاما مع والده ويبدأ العمل يوميا عقب صلاة الفجر حتى العشاء فى ظل ظروف صعبة من حرارة الجو التى لم تمنعه من التوقف عن العمل لارتباطه بالمهنة الذهبية على حد قوله رغم انها لا تأتى بدخل كبير لكونها مصدر رزقه الوحيد مشيرا الى انه يعمل طلبيات «قصاري» لبن واشكال مختلفة من الزير والبلاص لتجار فى محافظتى اسيوط وقنا ولكن ليس بشكل دوري. اما محمد يوسف من أبناء المهنة «30 سنة» فيقول إنه يشعر بسعادة بالغة حين يقوم برسم النقوش على الاوانى الفخارية وكأنه يرسم لوحة جميلة خاصة ان معظم المطاعم تستخدم تلك الاوانى ويطالب بتسويق منتجاتهم واقامة معارض لها لتظل باقية وتوصيل خط مياه بدلا من استخدام الطلمبات الحبشية وعمل مظلات فى اماكن عملهم لحمايتهم من الشمس الحارقة صيفاً ومن المطر شتاء حفاظا على منتجاتهم بالاضافة الى تسهيل الحصول على قروض لشراء المواد الخام. ويقول رشدى محمد خلف مفتش آثار بإدارة الوعى الأثرى بسوهاج إن تاريخ صناعة الفخار يرجع الى عصور ما قبل التاريخ وفى عهد بداية الأسرات حيث كانت قطع الفخار تزخرف نمطيا بأشكال حيوانية واشكال معقدة وحليات هندسية ونباتية وحيوانية ملونة وفى بداية الأسرة الرابعة قل الاهتمام بالزخارف وصنع الفخار العادى للاستخدام اليومى ثم تم ابتكار طريقة صب الفخار فى القالب ثم ينزع فتتشكل الآنية بنفس شكل القالب وكانت المسارح فى العصر المسيحى والاسلامى عليها زخارف جميلة نفذت بطريقة القالب والطابع ثم مرحلة الحرق لإخراج الماء بتحويل الطين الى مادة صلبة بالحرق فى أفران الفخار وهى مصورة فى مقابر الاسرة الخامسة فى سقارة وتأتى المرحلة السابعة تلوين الفخار التى تعد من اهم أوصافه حيث تتوقف على نوع الطينة المستخدمة وكيفية حرقها وكسوة الاناء وليس من اليسير حصر مختلف الوان الفخار لوجود تفاوت طفيف بالنسبة للدرجات فى اللون الواحد واشتهرت بعض العصور بألوان معينة. ومن جانبه، أكد الدكتور ايمن عبدالمنعم محافظ سوهاج اهمية دعم الصناعات الحرفية والبيئية والتراثية على مستوى المحافظة من خلال توفير الدعم المادى للعاملين بتلك الحرف عن طريق القروض التى يقدمها برنامج «مشروعك» التابع للوحدات المحلية وذلك خلال لقائه بعدد من اصحاب حرفة صناعة الفخار بقرية شندويل البلد حيث يوفر برنامج مشروعك الدعم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بقروض يمنحها بفائدة 5 % لتوفير فرص عمل للمواطنين وتنمية مشروعاتهم التى تمثل إحدى السبل لتحقيق التنمية الشاملة والحفاظ على تراث توارثته الاجيال وحرف تتميز بها محافظات الجنوب. وكلف المحافظ الوحدة المحلية لمركز ومدينة المراغة وإدارة المتابعة الميدانية بالديوان العام بالتنسيق مع الاهالى لتوفير المصادر اللازمة للمياه وإقامة مظلات لحمايتهم من اشعة الشمس وتسهيل إجراءات تقدمهم للحصول على قرض «مشروعك» لتنمية مشروعاتهم مؤكدا العمل على توفير اماكن لبيع وتسويق منتجاتهم من الفخار وتقديم الدعم اللازم لهم للحفاظ على احد اهم الصناعات الحرفية التراثية ليس فقط على مستوى المحافظة بل الصعيد كله.