جمعتني مائدة إفطار أقامها الشيخ رفيع احد كبار مشايخ جنوبسيناء في مزرعته في منطقة فايد مع عدد من شيوخ قبيلتي السواركة والرميلات اللتين تسكنان المنطقة ما بين رفح والشيخ زويد في شمال سيناء. ويتابعون عن قرب ما يجري هناك من أحداث منذ دخول الطابور المدرع للقوات المصرية ارض سيناء, تسانده قوة جوية من طائرات الاباتشي لتنظيف سيناء من بؤر الإجرام والإرهاب التي عشعشت في المنطقة, وتنامت سطوتها ونفوذها في ظل فراغ امني موحش بعد انسحاب قوات الأمن والشرطة من مراكز شرطة رفح والشيخ زويد ومركز العريش عقب ثورة يناير. ولأن الحقائق التي وردت علي ألسنة شيوخ السواركة والرميلات خطيرة ومهمة, اثرت ان احتفظ بأسمائهم سرا واثقا من صدق الوقائع والأحداث, خاصة ان اللقاء تم في اليوم التالي لمقتل الشيخ خلف رئيس عشيرة المنايعة كبري عشائر قبيلة السواركة وابنه البكر اثناء عودتهما من مؤتمر شعبي نظمه الشيخ خلف في قريته المهدية, اعلن فيه علي الملأ انه سلم كشفا بأسماء المأجورين الذين يعيثون فسادا في سيناء إلي الأمن والجيش, وان من واجب كل القبائل ان تستنهض عشائرها لحرب هؤلاء الخوارج, وقد كان الشيخ خلف واحدا من أكبر مشايخ سيناء حكمة وصلاحا واحتراما يأسف الجميع لمقتله. وتؤكد رواية المشايخ ان الطابور المدرع لم ينجز الكثير في اليومين الأولين لدخوله سيناء وكان اقرب الي العمل الاستعراضي, لكن الامور اختلفت بعد ذلك عندما تعاملت القوات مع جماعات المسلحين في مناطق الخروبة والزراوقة وشبالة والجورة والظهير, حيث قتل العشرات من المسلحين في اشتباكات دامية شاركت فيها طائرات الاباتشي. وفي تقدير شيوخ القبائل ان عدد المسلحين في شمال سيناء يتراوح ما بين الفين وثلاثة آلاف, ينتمي 250 منهم الي قبيلة السواركة, يشكلون نقطة الجذب لمجموعات اخري قادمة من الوادي وبعض البلاد العربية, مسلحين بمدافع الأربجيه والهاونات والرشاشات الثقيلة, ويستخدمون سيارات الدفع الرباعي, ولهذه الاسباب تحتاج عملية تنظيف سيناء الي الكثير من الصبر والمتابعة والنفس الطويل. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد