أعتقد أنه حان الوقت الآن أن نذكر البعض فى مصر والإقليم الذين كانوا حتى الأمس القريب يوجهون الطعنات ويصوبون سهام الاغتيال وينصبون السامر لإعلان وفاة مصر وتراجعها وتقهقرها ويقرعون الطبول فرحا وكيدية بخروجها من معادلة الإقليم، وأنها دولة متراجعة متخاذلة منكفئة على الذات ومنغلقة على الداخل بسبب مشكلاتها وأزماتها. وكثيرا ما روجوا أن كثرة سوء أوضاعها جعلها خارج معادلة القوى الإقليمية الكبري، وأن الزمان لن يجود عليها مجددا وقوى الإقليم الثلاثية كإيرانوتركيا وإسرائيل لن تسمح لها بالعودة، وأن الجميع بات ينتظر شهادة وفاة مصر والمصريين فى الإقليم. واليوم والآن فقط يحق لنا أن ننعش ذاكرة هؤلاء، وهؤلاء وأن نرفع الصوت فى آذانهم ونطالبهم بأن يخبرونا أين وأصبحنا الآن فى مصر وأين وكيف أصبح حال من روجوا لهم من مثلث القوى الإقليمية أصحاب الهيمنة والسيطرة والتموضع والتمركز فى الإقليم أصحاب الأوزان الثقلية، كما أطلقوا عليهم حتى الأمس، وأقصد هنا كلا من تركياوإيران فى الإقليم ومن أصبح له الآن القوة والمنعة واليد الطولى وحقق الاستقرار والأمان لشعبه ودولته ووفر مظلة الحماية وشبكة الأمان لأمته العربية وأمن الإقليم. أعتقد أن الصورة وسوءالأوضاع فى كل من تركياوإيران تغنى عن الكلام حيث التدهور وسوء المصير ومآلات النهاية وسيناريوهات الجحيم الأسود تنتظر كلا البلدين فحدث ولا حرج عما يحدث فى طهران حيث سوء السياسات وتعاظم الوهم فى التمدد والتغلغل فى دول الإقليم وإنفاق المليارات سنويا على الحلفاء والوكلاء الحصريين وخوض مغامرات الهيمنة وزعزعة استقرار الإقليم وعواصم عربية لتحقيق حلم الامبراطورية الصفوية ومعاداة أمريكا والغرب فكانت النتيجة عقوبات اقتصادية ومالية وهروب الاستثمارات والشركات العالمية لينهى سوء السلوك الإيرانى حلم الخومين وخامئنى فى بقاء أسطورة الدولة الإسلامية الصفوية الكبرى فى الإقليم وكانت المحصلة انتكاسة إيران والإيرانيين حيث مظاهرات الأمعاء الخاوية تلف إيران وتغطى سماءها كل يوم بسبب تدهور الأوضاع وسوء الحياة وتردى الأوضاع المعيشية حيث اضرابات تجار البازار ومظاهرات الجوعى فى غالبية المدن الإيرانية الان. والحال كذلك فى تركيا حيث الجميع يعلم ويشاهد ويتابع عن قرب على مدى الساعة سوء المنحدر الذى وصلت إليه تركيا اليوم على يد السلطان العثمانى الجديد اردوغان وأنين وصرخات ولوعات أصحاب الجيوب الفارغة واهات الجوعى من الأتراك الذين يشتكون ويصرخون يوميا عبر الشاشات عن سوء الأوضاع وانهيارات الاقتصاد وهروب الاستثمارات بسبب انتكاسة وهبوط الليرة التركية إلى اكثر من النصف فى اسابيع معدودة وارتفاع التضخم إلى 20 فى المائة بسبب مغامرات السلطان العثمانى وصهره وزير المالية الجديد، وبفضل مغامراته الفظة فى الإقليم، وتدخلاته الرعناء فى معارك سوريا والعراق وليبيا وقوى الشر والارهاب جماعة الاخوان الارهابية. وفى مقابل كل ذلك نحن أين وأصبحنا الآن فى مصر ، أعتقد أن الصورة أبلغ من الكلام حيث النجاحات تتواصل بسرعة البرق، مشروعات عملاقة وصروح تنموية تثير شهية العالم ودوله ومؤسسات الأممالمتحدة تصدر يوميا الأرقام وتتحدث بلغة الواثق المحقق عن نجاحات السيسى والمصريين يوميا عبر شريان التنمية والنجاح الاقتصادى التى تتمدد يوميا فى مدن وصحارى مصر لتقام نهضة اقتصادية وتنموية غير مسبوقة حاليا بين دول الإقليم من حيث تنوع مشروعات الطرق والجسور والمدن الكبرى والعاصمة الجديدة، وبناء المطارات وأنفاق وجملة استثمارات حقيقية. ولا مبالغة فى القول إنه يكفى مصر أن أبعدها السيسى عن لغة الحسابات الخاطئة وأنقذها من زمن الفرص الضائعة ومنع سير المصريين فى حقول الألغام وزمن وصول الفقر والفاقة والعوز والانكفاء وإنهاء أيام الغضب واليأس . وأطلق طاقة الوطن ليرفع الرأس بامتداد المنطقة العربية والإقليم عبر ثوابت سياسة خارجية حكيمة استطاعت أن تغير موازين القوى حاليا فى الإقليم، وتجعل من مصر مجددا الرقم الصعب فى معادلة الإقليم، وتحفظ توازن الإقليم، وتوفر عودة بازغة لمكانة مصر والمصريين اعتمادا على شبكات أمان من النجاح الداخلى لتفرض قوتها وسطوتها بحنكة وحزم وتوازن رائع بين دول الإقليم. ويكفى مصر وقيادتها فخرا ومجدا أنها لم تسقط فى فخ الهيمنة وإشعال الحرائق والنيران المتنقلة فى الإقليم، ولم تزج المصريين فى وحول مستنقعات الفوضى والتفسخ وتصدير الفتن والمؤامرات، وحفظت للمصريين نجاحاتهم وتفوقهم وحضورهم، وقارنوا الآن بيننا، ووضعنا، ووضع ومأسى مايحدث الآن فى تركياوإيران. لمزيد من مقالات ◀ أشرف العشرى