لقي ليبيان مصرعهما وأصيب ثلاثة آخرون اثر انفجار ثلاث سيارات ملغومة قرب وزارة الداخلية ومبان أمنية في العاصمة الليبية طرابلس أمس وذلك في أول هجوم من نوعه منذ سقوط الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي العام الماضي. وهرعت سيارات الاسعاف ورجال الاطفاء الي مواقع الانفجارات وطوقت اعداد كبيرة من الشرطة المواقع قبل ان تبدأ في ازالة المركبات المتفحمة. وأكد وكيل وزارة الداخلية الليبية عمر الخدراوي أن عناصر النظام الليبي السابق وراء الانفجارات, وأوضح الخدراوي في تصريحات عقب صلاة عيد الفطر بساحة الشهداء في طرابلس أن الحادث الأول وقع بميدان التحرير بواسطة سيارة مفخخة تم تفجيرها بالتحكم عن بعد نتج عنه استشهاد مواطنين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح بسيطة, مضيفا أن التفجير الآخر إستهدف مبني وزارة الداخلية بواسطة سيارة أجرة مفخخة يبدو انه قد تم تجهيزها قبل وقوع الحادث وأسفر عن إصابة مواطن بجروح خفيفة وحدوث أضرار في عدد من المركبات المجاورة للمبني, مؤكدا أن هذا العمل الجبان قام به عناصر النظام الليبي السابق بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في ليبيا وبث الرعب بين المواطنين في أول أيام عيد الفطر المبارك. وأضاف الخدراوي أنه تمت السيطرة علي الموقف بالكامل والمواطنون يؤدون صلاة العيد في ميدان الشهداء بأمن وآمان, وجدد وكيل وزارة الداخلية التأكيد علي جاهزية كافة أجهزة وزارة الداخلية والجيش الوطني والثوار للتصدي والضرب بيد من حديد لكل من تسول له المساس بأمن المواطن واستقرار ليبيا في هذه المرحلة الحاسمة التي تمر بها ليبيا. وتقع المباني التي استهدفها المفجرون في مناطق سكنية في قلب طرابلس. ووقعت الانفجارات في ساعات الصباح الاولي بينما كان المصلون يستعدون لاداء صلاة عيد الفطر. ولا تزال اعمال العنف المتقطعة تمثل مشكلة في ليبيا برغم الانتقال السلمي للسلطة للحكومة الجديدة بعد الانتخابات التي جرت في يوليو وهي اول انتخابات تجري منذ عقود عقب الاطاحة بالقذافي العام الماضي بعد42 عاما له في السلطة. واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها علقت عملياتها في بنغازي ثاني كبري المدن الليبية ومصراتة بعدما تعرض احد مقراتها في مصراتة لهجمات بقنابل يدوية وصواريخ. ولا يزال مصير سبعة عمال اغاثة ايرانيين كانوا ضيوفا لدي الهلال الاحمر الليبي غير معروف بعد ثلاثة اسابيع تقريبا من خطفهم من جانب مسلحين في قلب بنغازي. ومن ناحية أخري, أكد محمود جبريل زعيم تحالف القوي الوطنية الليبية أن التحالف يتعرض لهجمة إعلامية من منابر الإخوان تمهيدا لتقديم مشروع قانون العزل السياسي في ليبيا. وذكرت وسائل الإعلام الليبية أن جبريل أوضح- في تصريح صحفي له أذيع امس- بأن التحالف لم يسمع عن القانون إلا من وسائل الإعلام, وأن التحالف وجه الدعوات لكل القوي الوطنية في ليبيا والتيارات والكيانات السياسية للتحاور, ولم يحضر اللقاء إلا ثلاثة أحزاب صغيرة.. محذرا في الوقت نفسه من تحول قضية العزل السياسي إلي فتنة بين الليبيين. ومن جانبه, قال عضو المؤتمر الوطني الليبي العام البرلمان محمد التومي إنه من السابق لأوانه الحديث عن العزل السياسي في ليبيا قبل إقرار النظام الداخلي للبرلمان الليبي الجديد في23 أغسطس الجاري, مشددا علي أنه من الضروري تولي قيادات وطنية مشهود لها بالنضال مفاصل الدولة, أما من دعموا نظام القذافي فمن الواجب السماح لهم بالصلاة مع الليبيين دون إمامتهم. وفيما يتعلق بالشخصيات التي انشقت عن القذافي ولها حضور الآن في المشهد السياسي, أكد أنهم قد يعملون خبراء في مجالاتهم..لكن تقلد مفاصل الدولة قد لا يرضي أهالي شهداء الثورة والثوار, مؤكدا أن شريحة واسعة من الليبيين فقدت الأمل في صدور القانون خلال حكم المجلس الوطني الانتقالي.