تٌرى.. ما الذى أتى به إلى دارها؟.. وهو الذى لايملك سوى شبابه اليافع وعضلاته المفتولة، ولماذا ظل يحدق فى وجهها؟.. ربما لأنها لاتشبه الغجريات فى بلدته النائية، أو لأنها قوية كشجرة ممتدة تحيط وتسيطرعلى البراعم من العمال الذين يعمل بينهم أجيرا، أو ربما لطريقتها الجريئة فى النظراليه وهو الشاب البكر الذى لم تمسسه امرأة، نعم أنها بلاشك تمعن النظر إليه، وقد قررت منذ دخوله طالبا للعمل لديها أن تجعله زوجا فى طابور أزواجها السابقين، والأهم أن تكون «العصمة فى يدها» حتى تحكم السيطرة عليه كعادتها مع من سبقوه من أزواجها وكما فى الفيلم العربى القديم «شباب امرأة» راحت تتباهى أنها «صاحبة العصمة» «فالكلمة كلمتها».. «والشورى شورتها» فاذا ماذهبت عنه «طاسة الخضة» وأراد أن يثبت أنه رجل البيت، هددته بالطرد من جنتها بطلاقه ورميه إلى الشارع، ولم تنس «صاحبة العصمة» أن تعايره أنها صاحبة الفضل فى هيئته الجديدة وأنها التى ابتاعت له ملابسه وأحذيته وساعاته المستوردة من نقودها، ومازال مجتمعها الراقى يسخر منه لحداثة سنه وسذاجة حديثه ولظهوره معها وهى التى فى عمر أمه وللفوارق الطبقية بينهما والأهم أنها «صاحبة العصمة»، هذا هو حال كثير من الشباب الوسيم الفقير الذى يقبل على الزواج من «صاحبات العصمة» الثريات الكبيرات فى العمر كحل سهل وجذرى لمشكلاتهم المالية العويصة ولمعاناة أسرهم الفقيرة. وفى أحوال كثيرة قد تكون «صاحبة العصمة» فنانة مغمورة أو مشهورة انطفأت أنوار نجوميتها أو أوشكت على الأفول والغروب، فإذا ماتزوجت من شاب أوفنان مغمور فإنه سرعان ما تصعد نجوميتها من جديد بمجرد نشر مانشيت أخبار زواجها من «فنان صاعد»، وقد تشعر الأرملة الوحيدة بالفراغ بعد أن تركها أولادها بزواجهم وأهملوها فتتزوج كنوع من العقاب لهم وتحتفظ بحق التطليق لنواياها الخفيه فى التخلص منه فورعودتهم إليها، أو هى المرأة الخائفة المرتابة من اقترانها بالزوج المجهول فتأخذ من الاحتفاظ بالعصمة درع حامى لحين ظهور معدنه ان كان«فالصو» أم أصيل!. وتطليق صاحبة العصمة لزوجها يكون بإطلاقها جملة: « طلقت نفسى منك».. أو «أنا طالق منك».. فإذا قالت له: «انت طالق» لم يقع الطلاق: وقد وجد أن هناك تزايدا فى أعداد الزوجات صاحبات الحق فى تطليق أزواجهن «50 ألف زوجة» طبقا لإحصائيات المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية. وتخطئ المرأة «صاحبة العصمة» فى استخدامها حق التطليق بطريقة سهلة وعندما يكون زواجها من رجل مجرد محطة تكون بعدها بانتظار محطات مجهولة أخرى، أوعندما يكون زوجها «لعبة» تتخلص منها وقتما شاءت!..، والبعض يرى أن طبيعة المرأة العاطفية قد تجعلها تستخدم حقها فى تطليق نفسها بشكل خاطيء أو غير سليم فتطلق نفسها لأهون الأسباب وأن هذا النوع من الزواج «التيك أواى»لايحقق الأهداف السامية التى شرعها الله لبناء أسرة وإنجاب الذرية الصالحة، فالطلاق حق من حقوق الزوج فله أن يطلق زوجته بنفسه، وله أن يفوضها فى تطليق نفسها، وله أن يوكل غيره فى التطليق، وكل من التفويض والتوكيل لايسقط حقه ولايمنعه من استعمال حقه فى التطليق متى شاء، وخالف هذا الرأى بعض الفقهاء حين قالوا: إنه لايجوز للزوج أن يفوض لزوجته تطليق نفسها أو لغيره تطليقها، لأن الله تعالى جعل الطلاق للرجال لا للنساء « فقه السنة»، ومن شروط الزواج الصحيح أن تكون النية منعقدة لاستمرار الحياة الزوجية بين الأزواج، لذلك على المرأة أن تتريث فى اتخاذها قرار أن تكون «صاحبة العصمة» وفى حاله إقدامها عليه، عليها تحمل مسؤلياته الأخلاقية والانسانية، وأن لاتستخدم حقها فى التطليق بطريقة مندفعة وبأسلوب خاطيء، وفى حال تمسكها بأن تكون «صاحبة العصمة» عليها أن تختار شريك الحياة المناسب لها عمريا «وألا يصغرها «إلا فى حالات استثنائية»، وأن تكون فرص التكافؤ متقاربة بينهما على المستويين الاجتماعى والمادى، وأن تتأكد من قدرته على تحمل مسئوليات الزواج الثقيلة التى يعتركها الأزواج فى كل مكان وزمان. [email protected] لمزيد من مقالات سعدية شعيب;