دخلت الدفعة الأولى من العقوبات التى قررت الولاياتالمتحدة إعادة فرضها على إيران حيز التنفيذ أمس بهدف ممارسة ضغط اقتصادى على طهران، مما يهدد بزيادة الاستياء الشعبى بين الإيرانيين حيال الظروف المعيشية الصعبة. وتشمل الدفعة الأولى من العقوبات الأمريكية النظام المالى الإيرانى ومشتريات الحكومة الإيرانية من الدولار الأمريكى وتجارة الذهب ومبيعات السندات الحكومية.كما سيتأثر قطاع السيارات وصادرات السجاد والمواد الغذائية، وكذلك الواردات الإيرانية من الجرافيت والألومينيوم والصلب والفحم وبعض البرمجيات والطيران التجاري.وفى أول تصريح له بعد اتخاذ واشنطن لهذه الخطوة، وصف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب العقوبات الجديدة على إيران بأنها «الأشد على الإطلاق». وأضاف فى تغريدة على تويتر «ستصل فى نوفمبر إلى مستوى أعلى، كل من يجرى معاملات مع إيران لن يجرى معاملات مع الولاياتالمتحدة، أطلب السلام العالمي، لا أقل من ذلك!».وكان الرئيس الأمريكى قد أكد، فى أعقاب توقيع القرار التنفيذى «إعادة فرض عقوبات معينة على إيران»، أن الولاياتالمتحدة ملتزمة التزاما كاملا بفرض كل عقوباتها وسنعمل بشكل وثيق مع الدول التى تمارس أعمالا مع طهران لضمان الامتثال الكامل لها والأفراد أو الكيانات التى تفشل فى إنهاء الأنشطة مع إيران تخاطر بعواقب وخيمة. وقال إن العديد من الشركات الدولية قد أعلنت بالفعل نيتها لمغادرة السوق الإيرانية، وقد أشارت عدة دول إلى أنها ستقلل أو تنهى واردات البترول الخام الإيراني، مطالبا جميع الدول باتخاذ مثل هذه الخطوات لتوضيح أن النظام الإيرانى يواجه خيارًا، إما تغيير سلوكه المهدد والمزعزع للاستقرار وإعادة الاندماج مع الاقتصاد العالمي، أو الاستمرار فى مسار العزلة الاقتصادية. وفى غضون ذلك، ذكرت شبكة «سكاى نيوز» البريطانية أن 10 شركات أجنبية كبرى سارعت إلى الإعلان عن استجابتها للقرار الأمريكى بعدم التعامل اقتصاديا مع طهران.ومن بين هذه الشركات : «توتال الفرنسية للبترول، و»بيجو» الفرنسية للسيارات، والشركات الأمريكية «هونيويل» و»دوفر دوف» و»جنرال إليكتريك» و»بوينج»، وعملاق الشحن البحرى العالمى «ميرسك»، و»لوك أويل» الروسية، و»ريلاينس» الهندية لتكرير البترول، وانضمت «سيمينز» إلى موكب المقاطعة.جاء ذلك فى الوقت الذى رصدت فيه وكالة الأنباء الفرنسية ردود أفعال الإيرانيين، حيث حمل العديد منهم قادتهم مسئولية إعادة فرض العقوبات باعتبارهم فشلوا فى إيجاد حل.وطالب الإيرانيون قادتهم بتجرع «كأس السم» والتفاوض مجددا مع الولاياتالمتحدة. وكان الرئيس الإيرانى حسن روحانى قد قال فى هذا الصدد فى مقابلة تليفزيونية أمس الأول : «إذا كنت عدوا وطعنت شخصا بسكين لتقول بعدها إنك تريد التفاوض، فأول ما عليك فعله هو سحب السكين».وأشار روحانى إلى أن بلاده «لطالما رحّبت بالمفاوضات»، لكن على واشنطن أن تثبت أولا حسن نواياها بالعودة إلى اتفاق 2015.