لم تكد اللجنة المكلفة بإدارة اتحاد كرة القدم برئاسة عامر حسين تتولي مسئولياتها حتي جاء أول قراراتها صادما للجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول, بتحديد يوم الثامن من سبتمبر المقبل موعدا لإقامة مباراة كأس السوبر دون مراعاة ارتباطات المنتخب الوطني. الذي يستعد لخوض الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم والمقرر إقامتها في شهر مارس المقبل أمام. موزمبيق. قرار لجنة حسين تفوقت به علي صناع الدراما والتراجيديا, سيشغل بال المهتمين بكرة القدم اعتبارا من الآن وحتي موعد إقامة المباراة, والسبب هو أن المنتخب لديه ارتباط دولي مدرج علي الأجندة الرسمية للاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا مع منتخب السعودية يوم11 سبتمبر, وقبيل إجازة العيد أبلغ الجهاز الفني لجنة عامر بضرورة استغلال الفترة الزمنية المتاحة علي أجندة الفيفا بإقامة مباراة أخري يوم7 سبتمبر ليخوض المنتخب بذلك مباراتين, لكن المفاجأة هي أن قرار لجنة عامر جاء عكس ما طلب الجهاز الفني تماما حتي أن مباراة السعودية ذاتها أصبحت مهددة, لاحتمال غياب لاعبي الأهلي عنها وهو ما سيفقد المباراة أهميتها لأن الجهاز الفني يريد أن يخوض المباريات الودية بكامل تشكيلته الأساسية, وليس بمجموعة من البدلاء مثلما حدث في مباراة عمان الأخيرة. قرار لجنة عامر لم يهدد استعدادات المنتخب الوطني لكأس العالم فحسب, بل أيضا تسبب في احتمال تدهور العلاقة بين الجهاز الفني للمنتخب ونظيره في الأهلي, لأن بوب برادلي المدير الفني للمنتخب سيصر هذه المرة علي استدعاء اللاعبين الدوليين لمباراة السعودية, مستغلا حقه الطبيعي في استدعاء من يراه من لاعبين وفقا للوائح الفيفا, خاصة وأن مباراة السوبر تعتبر مباراة محلية وليست دولية. وأكد برادلي للمقربين منه أنه منذ أن تولي مسئولية تدريب منتخب مصر وهو يقدر ظروف الأندية والكرة المصرية بشكل عام, وتنازل وتحمل كثيرا من أجل بناء علاقات جيدة من الأندية, لكن حان الوقت لكي يقدر الجميع ظروف المنتخب الذي يستعد لتصفيات غاية في الأهمية من أجل بلوغ كأس العالم, مشددا علي أنه لن يتنازل عن حقه كمدرب للمنتخب هذه المرة. وطالب برادلي بضرورة عقد اجتماع مع عامر حسين رئيس اللجنة بعد إجازة العيد لبحث تداعيات قرار إقامة السوبر يوم8 سبتمبر, وتحديد موعد جديد حتي لاتتعارض مباراة السوبر مع برنامج المنتخب.يذكر أن المنتخب الوطني هو مورد الدخل الوحيد لاتحاد الكرة منذ توقف النشاط الكروي وحتي الآن, حيث تقوم الشركة الراعية للاتحاد بضخ أموال لخزينة الاتحاد نظير كل مباراة يلعبها المنتخب الوطني, حتي المباريات التي يتم تنظيمها بعيدا عن الشركة الراعية التي تدر دخلا علي الاتحاد, فمباراة عمان التي أقيمت الأربعاء الماضي أنعشت خزينة الاتحاد بنحو مليوني جنيه, منها600 ألف جنيه من الجانب العماني, إضافة لدخل البث التليفزيوني ومقابل وضع ست إعلانات في ملعب السعادة الذي احتضن اللقاء. وإذا أصر عامر حسين علي إقامة السوبر في الموعد المقترح, فإن الجهاز الفني يمكنه أن يضغط بورقة أخري وهي عدم الموافقة علي إقامة أي مباريات للمنتخب تزيد عن العقد المبرم بين الشركة الراعية واتحاد الكرة وهو ما سيتسبب في خسائر مادية للاتحاد والشركة علي حد سواء, والسؤال هو لماذا لم يتم التنسيق بين الاتحاد والشركة والجهاز الفني للمنتخب من البداية؟!.