كشفت تداعيات حادث مصرع عمال الاستثمار ببورسعيد، الذى وقع على طريق بورسعيد الإسماعيلية أمس الأول الأحد، وراح ضحيته 11 عاملا، و17 مصابا، عن كفاءة القائمين على تلك المنظومة من أطباء وأطقم تمريض وإداريين، وهو ما استحق الإشادة من جانب الدكتور أحمد شعراوى محافظ الدقهلية، الذى انتقل لبورسعيد عقب الحادث مباشرة، وتعرف على تطور الحالة الصحية للمصابين وجميعهم من شباب المطرية، الذين يتلقون العلاج بمستشفى بورسعيد العام. وأكد أنه حضر إلى بورسعيد ومعه فريق كامل من أفضل أطباء المنصورة المتخصصين فى جميع المجالات، للمساعدة فى علاج المصابين، وشدد محافظ الدقهلية على ضرورة إجراء العمليات المطلوبة لجميع المصابين فى وقت واحد، وتوفير كل أوجه الرعاية الطبية اللازمة لهم بتعاون مديريتى الصحة ببورسعيد والدقهلية، مضيفاً أنه إذا كانت هناك حالات تستدعى نقلها للمراكز الطبية الجامعية بالمنصورة، يتم نقلها فوراً لتقديم الرعاية الطبية والصحية لها بمعرفة أساتذة وأطباء تلك المراكز. ومن جانبه أشاد اللواء عادل الغضبان بالأداء الجيد لطاقم العمل بالمستشفى الأميري، الذى أجاد فى التعامل مع حالات مصابى الحادث، وكانت كلها حرجة وخطيرة واستلزمت بعضها إجراء جراحات عاجلة ودقيقة بوحدتى جراحات القلب، والمخ والأعصاب المجهزتين على أعلى مستوى لاستقبال مثل هذه الحالات، وأضاف أن سيارات الإسعاف وصلت لمكان الحادث بالكيلو 17 فى وقت قياسي. وقال الغضبان إن مشهد مواجهة الحادث المروع، لم يقتصر على التعامل الطبى والإنسانى مع المصابين والمتوفين وأسرهم التى توافدت على بورسعيد فقط، بل امتد ليكشف عن المعدن الأصيل لأهالى بورسعيد الذين استجابوا لندءات بنك الدم الرئيسى بالمدينة بسرعة، وسارعوا للتبرع بدمائهم لإنقاذ الحالات الخطيرة من المصابين، وخلال أقل من ساعتين كانت حصيلة التبرع 150 كيس دم من جميع الفصائل، وفى نفس الإطار الإنسانى جاء قرار رئيس مجلس إدارة المجموعة الاستثمارية، التى يعمل بها الضحايا بتحمل تكاليف العلاج وصرف المساعدات. ورفض محافظ بورسعيد اتهامات البعض المتعلقة بتدهور حالة طريق بورسعيد الإسماعيلية، وكونه السبب فى الحادث، وقال إن الطريق من أفضل الطرق السريعة على الإطلاق، بعدما انتهت أعمال تطويره ورفع كفاءته فى جميع قطاعاته منذ عامين، ولاعلاقة لحالته بالحادث الذى جاء نتيجة لأخطاء بشرية وللسرعة الزائدة. وقرر الدكتور أحمد الشعراوى محافظ الدقهلية، صرف إعانات مالية عاجلة لضحايا الحادث بواقع 25 ألف جنيه لأسرة كل متوفي، و10 آلاف جنيه لكل مصاب. وقال الشعراوي، خلال زيارته المصابين فى مستشفى بورسعيد العام، إن المصنع الذى كان يعمل به الضحايا سيقدم مساعدات مالية لهم بواقع 15 ألف جنيه لأسرة المتوفي، و5 آلاف جنيه لكل مصاب. وأشار الشعراوى إلى أنه تم التنسيق فيما بين محافظتى بور سعيدوالدقهلية وصاحب المصنع ببورسعيد لصرف معاشات لأسر المتوفين، والتكفل بعلاج جميع المصابين وصرف الأجور لهم حتى عودتهم للعمل.