من الواضح أنه صار علينا أن نهيئ أنفسنا إلى أن صدمة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس هى مجرد خطوة على طريق تتوالى صدماته، فى وقت لم يستوعب الفلسطينيون وكل العرب ومؤيدوهم قرار القدس بعد، ولم يجدوا سبيلاً للتعامل معه! فها هى خطوات أخرى تسعى بتبجح وإصرار لاستصدار قرار أمريكى آخر يوافق على ضم إسرائيل لهضبة الجولان المحتلة منذ حرب 1967 بهدف إلزام الإدارة الأمريكية بالتنفيذ!. وكما ترى، فإن إدارة ترامب أكثر حماساً لتحقيق رغبات إسرائيل من كل الإدارات السابقة التى كان يحد من تعصبها لإسرائيل فى بعض القضايا اعتبارات لا يعتدّ بها ترامب عن الشرعية الدولية، أو حتى عن صورة أمريكا فى العالم!. يتصدر هذا النشاط رئيس المركز الأورشليمى الإسرائيلى لشئون الدولة والمجتمع، ومعه أعضاء فى الكونجرس الأمريكى عن الحزب الجمهورى، وقد عقدوا مؤتمراً فى مجلس النواب الأمريكى فى يوليو الحالى، طالبوا فيه بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان! أما حجتهم الغريبة فهى تعزيز أمن إسرائيل! وأعربوا بصريح العبارة عن أن دافعهم هو أن سوريا باتت مجالاً مفتوحاً لإيران. وأن هذا فى رأيهم غير مقبول! دون أن يلتفتوا إلى مبادئ القانون الدولى التى تدين من ناحية المبدأ ضم الأراضى بالقوة، كما أنه، فى حالة الجولان بالذات، صدرت عدة قرارات من الأممالمتحدة تعتبرها أرضاً محتلة..إلخ. والجدير بالذكر، أن هذا المؤتمر هو صورة طبق الأصل من المؤتمر الذى سبق عقده فى ديسمبر الماضى، فى نفس المكان وبنفس الأشخاص، حيث طالبوا ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مما توافق مع أسباب أخرى فى تعجيل ترامب باتخاذ قراره. ممكن، فى هذا الإطار، أن يكون ضمن الأهداف المتعددة لإسرائيل، إسقاطها قبل أيام طائرة مقاتلة سورية كانت فى مهمة مواجهة مجموعات إرهابية على الأراضى السورية قرب الجولان، فادعت إسرائيل أنها دخلت أجواء الجولان! وقالت فى بيان رسمى إن هذا عدوان على الأراضى الإسرائيلية لا تتهاون معه إسرائيل! فى دعم لموقف اجتماع الكونجرس الذى يروِّج لهذا المعنى!!. لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب