فى الوقت الذى تتصاعد فيه الدعوة فى العالم كله للإقلاع عن التدخين ومحاربته بجميع الصور، مع نشر النتائج السيئة وبيان الصلة المباشرة بين التدخين والأمراض المختلفة بداية من تشوهات الجنين فى رحم الأم إلى مئات الأمراض التى تفتك بالكبار والصغار وفى مقدمتها السرطان الذى يصيب الجهاز التنفسى وغيره من انخفاض الجهد والطاقة الجسدية التى يؤديها الإنسان المدخن، اوضحت المنظمات العالمية الأخطار التى يتعرض لها المجاورون للمدخنين ومايطلق عليه ( التدخين السلبي) والتشوهات التى تصيب الأجنة فى بطون أمهاتهم المدخنات وارتفاع معدلات الوفاة بسبب التدخين ومن الناحية الشرعية فإن هناك فتوى للمفتى الأسبق الدكتور نصر فريد واصل بتحريم التدخين وقادت مؤسسات عديدة حملات مكثفة ضد التدخين وأعلنت السعودية مكةالمكرمة والمدينة المنورة مدينتين خاليتين من التدخين. لقد هالنى ما قرأته عن شركة مصرية لصناعة الدخان والتبغ تفاخر بأنها تحقق أرباحا بمليارات الجنيهات تأتى فى المرتبة بعد قناة السويس وأنها تفكر حاليا فى استزراع نبات التبغ الذى ينتج منه المعسل فى أراضى وادى النطرون،وسألت نفسى كيف نسمح بصناعة وزراعة هذه الآفات فهى لاتقل عن المخدرات فى ضررها وآثارها المدمرة على صحة وحياة المواطنين بمعنى ( اللى هنكسبه باليمين نصرفه بالشمال وبالمليارات أيضاً كالساقية) بل إن الصحة إذا اعتلت والحياة إذا ضاعت لا يمكننا استردادهما ولا بمئات المليارات وإننى أناشد المثقفين والدعاه وقادة الأحزاب والنقابات ومراكز الشباب أن يسهموا بآرائهم وأفكارهم فى محاربة مثل هذه الصناعات الفاسدة التى تعمل على تدمير الشباب، علما بأن الباب الرئيسى للإدمان والمخدرات هو تدخين السجائر العادية التى يعتبرها البعض دليلا على اكتمال رجولته والتى ترسخها مسلسلات التلفزيون الهابطة، وإنى أسأل القائمين على شركات الدخان والسجائر: لماذا لايجربون زراعة الشاى فى أى مكان بمصر كأسوان وتوشكى وحلايب بإشراف مراكز البحوث الزراعية، إننا نستطيع النجاح فى ذلك وسوف يتحول نشاطها إلى الاتجاه الإيجابى من إنتاج وتقديم الكيف الحرام إلى الكيف الحلال الذى يسهم فى تحقيق حلم النمو الاقتصادى مع الحفاظ على صحة المواطنين د. عز الدولة الشرقاوى سوهاج