تصاعد الصراع الأمريكي- الإيرانى ليتحول إلى تهديد مباشر لسوق البترول الدولية. فبعد أيام من تهديد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب شديد اللهجة لطهران، وجهت إيران تحذيرا لواشنطن بأنها سترد بإجراء مضاد وعلى نفس ذات المستوى إذا حاولت الولاياتالمتحدة منع صادراتها البترولية. وأوضح بهرام قاسمى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أنه"إذا أرادت أمريكا القيام بإجراء جاد فى هذا المسار فمن المؤكد أنها ستواجه بإجراء مضاد من جانب إيران". وأكد قاسمى أن المساعى الأمريكية بشأن الحيلولة دون تصدير البترول الإيرانى لا تزيد عن كونها "تبجحات"،وأضاف قاسمى أن الظروف التى تمر بها أمريكا كدولة معزولة أدت بالإدارة الحاكمة للشعور بالغضب الشديد. وأشار إلى أن أمريكا كانت تتوقع غضبا وتصرفات منفعلة من جانب إيران لدى انسحابها من الاتفاق النووي، مما كان سيسمح لها باتخاذ سلسلة من الإجراءات عبر الأممالمتحدة ومجلس الأمن، إلا أن "حكمة ويقظة إيران أدت إلى إفشال المخطط الأمريكي"، على حد تعبيره. وتأتى تهديدات قاسمى ردا على تصريحات سابقة لمايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكى أعرب خلالها عن رغبته فى منع دول العالم من استيراد البترول الإيرانى بحلول نوفمبر المقبل، فى إطار عودة العقوبات الأمريكية وتصعيد الضغوط ضد طهران. فى حين نقل المكتب الإعلامى للبيت الأبيض عن جون بولتون مستشار الرئيس الأمريكى لشئون الأمن القومى أن ترامب وعد بأن يجعل إيران تدفع ثمنا باهظا لم تدفعه سوى دول قليلة على وجه الأرض، فى حال أقدمت على أفعال خاطئة. واعتبر قاسمى تصريحات بومبيو بأنها محاولات يائسة لأن إيران اليوم مختلفة عن الماضي، وهى فى ذروة اقتدارها من جميع النواحى العسكرية والعلمية والاقتصادية". وشدد قاسمى على "وجود إرادة سياسية جيدة نسبيا لدى أوروبا لاستمرار الاتفاق النووي". وأوضح أن بلاده استلمت حزمة من المقترحات الأوروبية "شعرنا أنها لا تلبى مطالبنا لذا طرحنا عليهم بدائل"، مشيرا إلى أن "المفاوضات مستمرة ونحن الآن بانتظار مقترحات الاتحاد الأوروبى النهائية خلال الأيام القادمة". وفى ذات سياق الرد الإيراني، أكد على لاريجانى رئيس مجلس الشورى الإسلامى الإيراني"البرلمان" أن تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب "تافهة لا تستحق الرد وصادرة عن شخص معروف بالفساد على الساحة الدولية"، وشدد على أن كلمات ترامب عبارة عن "بلطجة وغطرسة". أما محمد على جعفرى قائد قوات الحرس الثوري، فقد أكد أن أمريكا يجب ألا تهدد إيران لأنها ستلقى ردا قويا لن تتخيله وستأسف عليه. وعلى الرغم من العودة المرتقبة للعقوبات الأمريكية على طهران، فإن الأرقام تؤكد أن سوق البترول الإيرانية تزدهر فى مناطق ربما تكون أبعد من نطاق العقوبات الأمريكية. فقد رفعت الهند خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالى حجم وارداتها من البترول الخام من إيران بشكل كبير،وتشير البيانات الصادرة عن وزارة البترول والغاز الهندية إلى أن إيران هى ثانى أكبر مصدر للبترول إلى الهند بعد العراق، مما يدفع السعودية إلى المركز الثالث. وفى برلين، حذرت المخابرات الداخلية الألمانية "بى.إف.فى" فى تقريرها السنوى من أن إيران رفعت قدراتها على الهجمات الإلكترونية. وأن إيران فى الأرجح وراء الارتفاع المستمر فى ذلك النوع من الهجمات الذى تشهده البلاد منذ 2014.