بعد يوم من تحذير طهران لواشنطن مما وصفته ب «أم الحروب»، توعد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب نظيره الإيرانى حسن روحانى بمواجهة أسوأ العواقب فى حالة مواصلة إطلاق التهديدات ضد الولاياتالمتحدة، محذرا من مغبة نفاد صبر بلاده. وفى رسالة مباشرة إلى روحاني، كتب ترامب تغريدة على تويتر بالأحرف الكبيرة قائلا: «لا تهدد الولاياتالمتحدة بعد اليوم، وإلاسترى عواقب لم ير مثلها سوى قلة على مدى التاريخ». وأضاف: «لم نعد بلدا يتهاون مع تصريحاتكم المختلة بشأن العنف والموت.. احترسوا!» وفى الوقت ذاته، شن مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكى هجوما عنيفا على إيران حيث توعد النظام الإيرانى قائلا: «لسنا خائفين من أن نستهدف النظام الإيرانى بعقوبات على أعلى مستوى».وفى كلمة أمام الجالية الإيرانية فى ولاية كاليفورنيا، دعا بومبيو كل دول العالم إلى أن تخفض وارداتها من البترول الإيرانى إلى «أقرب نقطة ممكنة من الصفر» بحلول الرابع من نوفمبر القادم، محذرا من أنه فى حالة لم يحدث ذلك فإن هذه الدول تعرض نفسها لعقوبات أمريكية. وأكد الوزير الأمريكى دعم إدارة ترامب لما وصفهم بالمحتجين الذين يتظاهرون فى إيران، معتبرا أن هذا النظام هو «كابوس على الشعب الإيراني». وأعلن بومبيو أيضا تعزيز حملة الدعاية الأمريكية التى تستهدف النظام الإيراني، مشيرا إلى أن الحملة تقوم خصوصا على إطلاق قناة متعددة الوسائط (تليفزيون، إذاعة، صحافة رقمية ومواقع تواصل اجتماعي) باللغة الفارسية تبث على مدار الساعة «لكى يعرف الإيرانيون العاديون أن أمريكا تقف إلى جانبهم»، على حد تعبيره.وشدد على أن ما تريده بلاده هو أن «يغير النظام سلوكه بصورة كبيرة سواء فى الداخل وعلى الساحة الدولية». وقال إن الولاياتالمتحدة تسعى للحصول على دعم دولي، ولا سيما من الشرق الأوسط وأوروبا من أجل حملتها لممارسة أقصى درجات الضغط على إيران. وشبه وزير الخارجية الأمريكى القادة الإيرانيين ب«المافيا»، واصفا الرئيس الإيرانى ووزير الخارجية جواد ظريف بأنهما «مجرد واجهة براقة لبراعة آيات الله فى الاحتيال الدولي». وقال بومبيو إن زعماء إيرانيين كبارا انتفعوا من عمليات اختلاس وصفقات محاباة ومكاسب أخرى غير مشروعة. وأضاف أن آيات الله «منافقون» ويبدو أنهم «يهتمون بالثراء أكثر من الدين». وفى رد فعل إيرانى على تهديدات ترامب وبومبيو، اعتبر الجنرال غلام حسين غيب قائد قوات الباسيج الإيرانية شبه الحكومية ان هذه التهديدات تدخل فى إطار «الحرب النفسية»، وفق ما نقلته عنه وسائل إعلام ايرانية. وقال إن ترامب ليس فى موقع يسمح له بالتحرك ضد إيران. ومن جانبه، قال بهرام قاسمى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن تصريحات بومبيو مؤشر على العجز غير المحدود الذى تعانى منه الإدارة الأمريكية فى ظل الظروف التى تلت انسحابها غير الشرعى من الاتفاق النووى وعدم بلوغها أهدافها المأمولة من هذه الخطوة المتفردة التى نجمت عنها عزلة أمريكية دولية. ورأى قاسمى أن هذه التصريحات تعد تدخلا سافرا فى شئون إيران الداخلية وتصب فى خانة السياسات القديمة الرامية إلى زعزعة الاستقرار والأمن وتدمير المنطقة. وتوالت ردود الأفعال الدولية على التهديدات الأمريكيةلإيران، حيث أشاد بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى بموقف ترامب وبومبيو «الصارم» ضد عدائية النظام الإيراني، مضيفا أن «طهران هى العدو الرئيسى لتل أبيب». وفى برلين، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن تهديدات الحرب «لا تفيد أبدا».