* يحيى كمال.. دكتوراه سياحة وفنادق ويحلم بالتدريس بالجامعات كان فى السنة النهائية بالجامعة، على بعد خطوات من التخرج، جهز نفسه لبداية حياة عملية جديدة، جمع كل أحلامه التى يسعى لتحقيقها، ووضعها أمامه ليختار بأى حلم يبدأ، لم يفكر كثيرا، وحسم أمره باستكمال الدراسات العليا حتى يحقق حلم حياته ويحمل لقب دكتور جامعى. ومن كثرة شغفه بتحصيل العلم، تكون سائل زجاجى على عينيه، فقرر إجراء عملية جراحية لإزالته، ولكن حدثت «الصدمة الكبرى»، فبسبب خطأ طبى «فقد بصره»، وأصبح كفيفا بين ليلة وضحاها. ولكن ظل متمسكا بحلم الحصول على الدكتوراه، ولم يتخل عنه طيلة 12 عاما كاملة حتى نال مراده، وأصبح يناديه الناس بلقب الدكتور يحيى، لذلك التقت صفحة صناع التحدى به لنتعرف على قصة كفاحه العلمية. يقول يحيى كمال: فى عام 1998 كنت فى السنة النهائية بكلية السياحة والفنادق جامعة القاهرة فرع الفيوم قسم الإرشاد السياحى وأجريت جراحة بعينى لإزالة السائل الزجاجى وأثناء العملية حدث خطأ طبى نتج عنه انفصال كلى فى الشبكية وفقدت بصرى، وبعد التخرج وجدت أنه من الأفضل أن أختار قسما آخر غير الإرشاد السياحى لأستكمل الدراسات العليا. ويضيف: تقدمت لكلية السياحة والفنادق جامعة حلوان لأحصل على دبلومة إدارة فنادق ولأنى لست من خريجى جامعة حلوان كان أول شرط للالتحاق بالدبلومة اجتياز المقابلة الشخصية، وبالفعل حصلت على الترتيب الأول، حيث كنت الوحيد الذى تحدث بالفرنسية أثناء المقابلة وتم قبولى بالدبلومة عام 2001وبعد عامين حصلت عليها بترتيب الأول على جامعة حلوان. بعد ذلك تقدمت للحصول على درجة الماجستير فى إدارة الفنادق وواجهت عقبات كثيرة إلى أن تمكنت من تسجيل موضوع الرسالة وهو «تقييم أداء العاملين فى مطاعم الوجبات السريعة فى السلاسل المحلية» وخلال عامين فقط تمكنت من إعداد رسالة الماجستير لكن كانت العقبات لا تزال مستمرة لذلك لم يتم منحى الماجستير رغم انتهائى منه إلا بعد مرور عاما آخر وذلك خلال عام2006. ويكمل يحيي: هنا شعرت أنه يتبقى خطوة واحدة لتحقيق حلمى بالانضمام إلى هيئة التدريس بالجامعة، ألا وهى الحصول على درجة الدكتوراه، وبالفعل التحقت بتأهيل الدكتوراه، وتلك المرحلة التى تنقسم إلى ثلاثة أجزاء، أحدها يكون الاختبار به شفهيا، وفى أثناء الامتحان دخل أحد الأساتذة وقال للدكتور الممتحن حرفيا «سقطه» واعتبرت الأمر لا يتعدى المزاح، لكن عندما ظهرت النتيجة صدمت برسوبى فى الامتحان الشفهى بفارق درجة واحدة، ولم أتراجع أو يتسرب اليأس إلى قلبي، بل زاد إصرارى وتمسكى بالحصول على الدكتوراه، ولم يكن أمامى خيار سوى إعادة العام مرة أخري، ونجحت وسجلت موضوع رسالة الدكتوراه وكانت العقبات ما زالت توضع أمامي، ومنها على سبيل المثال أثناء المحاضرات كان يطلب منى أن أقوم بالقراءة رغم علم الجميع بأنى «كفيف» وكنت أرد على ذلك بأن أتناول الأوراق أو الكتاب بكل ثقة وأقول الخط ليس واضحا، وأسأل زملائى قائلا: إذا كان أحد لدية نسخة أكثر وضوحا فليعطها لى لأتمكن من القراءة. ويتابع حديثه: فى النهاية حصلت على درجة الدكتوراه فى إدارة الفنادق جامعة حلوان عام 2013 عن رسالة «تقييم إجراءات استلام الخامات الغذائية فى فنادق المنتجعات»، ومنذ أن حصلت عليها أتابع إعلانات الجامعات والمعاهد العليا التى تطلب حاصلين على درجة الدكتوراه تخصص إدارة الفنادق وأسارع بتقديم الأوراق المطلوبة لأكلل جهدى وأحقق حلمى بالتدريس فى الجامعة لكن للأسف طوال تلك السنوات لم يتحقق الحلم دون سبب منطقى معلن، وفى عام 2016 صدر إعلان عن أحد المعاهد العليا للسياحة والفنادق بالأقصر، وتقدمت بالأوراق المطلوبة واجتزت المقابلة الشخصية التى كانت مطمئنه جدا، حيث قال لى أحد أعضاء لجنة المقابلة بالفرنسية «أنا أعيش فى شقة بعيدة عن مكان عملى وأريد تأجير شقة قريبة من مكان عملى» ثم أضاف الكلام لك يا دكتور، مما جعلنى أثق أنه سوف يتم قبولى خاصة أن المتقدم الآخر الوحيد حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية قبل الحصول على دبلومة إدارة الفنادق ثم الماجستير والدكتوراه، والقانون ينص على أنه عند المفاضلة بين المتقدمين يتم اختيار صاحب التخصص العلمى الدقيق وطبقا لذلك أكون الأحق بالاختيار، ورغم ذلك عند ظهور النتيجة صدمت بعدم اختيارى وقبول الآخر خريج كلية الخدمة الاجتماعية للتدريس بالمعهد. ويختتم حديثه قائلا: أناشد الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى أن يساعدنى فى تحقيق حلم حياتى وتعيينى فى إحدى كليات السياحة والفنادق المصرية لأحقق الحلم الذى أفنيت من أجله سنوات طويلة من عمرى خاصة بعد حصولى على الدكتوراه فى تخصص نادر مثل «إدارة الفنادق» كما أنه لا يوجد أى نص بالقانون يمنع الشخص «الكفيف» من التدريس بالجامعة، علما بأنى متزوج ولدى ثلاثة أطفال جميعهم فى مراحل دراسية مختلفة.