لا صوت يعلو هذه الأيام على صوت نتائج امتحانات الثانوية العامة والقبول بالجامعات، الملايين من المواطنين مهمومون بهذه القضية السنوية والتى يعلو فيها الصراخ، وتعلق فيها الاتهامات المتبادلة بين الطلاب وأولياء الأمور من جهة والمعلمين ومواصفات الامتحانات والوزير المختص ووزارته من جهة أخرى، بل وتمتد الأصوات إلى اتهام المراقبين والمصححين ومكتب التنسيق بأنهم السبب الأكبر فى هذه الكارثة السنوية. ما بين فرحة الطلاب المتفوقين بمجاميعهم المرتفعة وحزنهم الشديد من توقعات الحد الأدنى لكليات ما تسمى القمة خاصة من الفروق البسيطة بينهم فى الدرجات، تقفز الحيرة والقلق والتوتر بينهم فيؤثر بالسلب على نفسيتهم بشكل مستمر يوميا مما يجعلهم يفكرون فى البحث عن مخرج للأزمة باعتبار أن مفهوم المستقبل يتعلق بكلية ما وليس بمهارات وقدرات تستطيع ولا تستطيع، وهنا تكشف القضية عن فرص الالتحاق بالجامعات التى يجب أن تتناسب مع مفاهيم حديثة ترتبط بالمهارة، وليس مجموع الدرجات العاجز عن الكشف عن المواهب. لا نجد أى أزمة فى العالم مع الشهادات المماثلة لأن التعليم المتميز هناك يكشف عن المقدرة الحقيقية للطالب مع مرحلة التعليم الأساسى ويعرف جيدا طريقه وأحلامه ويعمل عليها دون مبالغة حتى يدرك النجاح فيما يستطيع تحقيقه، لذلك لا تفرق هذه الدول بين الطبيب والمهندس وأى وظائف أخرى، لأنها ببساطة تعمل داخل منظومة تقدر كل من ينجز ويحقق النمو والتقدم، وليس المعارف والأصدقاء والشلة وأصحاب الأمراض النفسية الذين يعوقون الناجحين والمبدعين.