حاولت التملص من تسجيل الحديث الذي تدلي به لصحفي بريطاني كبير لكنه أصر علي ذلك. وشعرت بثينة شعبان مستشارة الرئيس بشار الأسد بحرج موقفها. وانصاعت للأمر. ونشر الصحفي الشهير روبرت فيسك حديث بثينة في صحيفة الاندبندنت البريطانية في أكتوبر.2011 وكانت أمريكا وقتها قد فرضت عقوبات اقتصادية علي ستة مسئولين سوريين كبار من بينهم بثينة. وذلك في محاولة لردع نظام بشار عن إراقة دماء السوريين ووقف القتال. ورددت بثينة ذات المزاعم التي يروجها بشار عن ارتكاب جماعات مسلحة إرهابية أعمال العنف والقتل ضد السوريين. وكان بشار قد أثار سخرية العالم عندما استدرجته الصحفية الأمريكية باربارا والترز في حوار تليفزيوني إلي القول بأن من يقتل شعبه شخص مجنون. قال بشار ذلك بينما كانت يداه ملطختين بالدم. أما بثينة شعبان التي التصقت بنظام بشار وصارت بوقا يبرر جرائمه فقد ادعت أن الجيش والشرطة وقوات الأمن صدرت إليهم الأوامر بعدم اطلاق النار علي المتظاهرين. وكأن الاشباح هي التي تقتل السوريين. ولأنها أدركت أن أكاذيبها السياسية الفجة لن تنطلي علي صحفي كبير وخبير بشئون الشرق الأوسط, فأرادت أن تتجمل وقالت من المثير للسخرية أن يدرج اسمي في قائمة العقوبات الأمريكية, بينما تباع كتبي في مختلف أنحاء أمريكا. وأعربت عن مخاوفها من زيارة مدينة حمص, مسقط رأسها لأنها قد تتعرض للاغتيال. {{{ وهنا يقول الراوي.. عندما قرأت حديث بثينة شعرت بالغضب من تهافت نفر من المثقفين ممن التصقوا بالطغاة العرب, وامتهنوا جوهر الثقافة, وهو الحرية مقابل فتات من كعكة السلطة. ويضيف الراوي.. منذ ذلك الحديث توارت بثينة عن الأنظار, وتصورت أنها ربما تمكنت من التقاعد لرعاية أبنائها, علها تكفر عن خطاياها السياسية. لكنها برزت فجأة في الأنباء عندما كلفها بشار بمهمة في الصين. وبينما كانت في بكين هاجم أفراد الجيش السوري الحر مقر الأركان العامة في قلب دمشق. واشتعلت الاشتباكات في محيط مجلس الوزراء. ولا يمكن لأحد إنكار أن النظام يتصدع, وأن نهايته محتومة وإن طال احتضاره. ذلك أنه من المستحيل أن يقاتل طاغية شعبه وينتصر. لقد اختار بشار مصيره يوم أطلق آلة القتل ضد أطفال درعا. وكانوا قد استهلوا أنشودة الثورة السورية في منتصف مارس2011 بأن كتبوا علي جدران الشوارع الشعب يريد اسقاط النظام, تيمنا بشعار ثورة25 يناير المصرية. وكم كان النظام مفرطا في وحشيته, عندما اعتقلوا الأطفال ونزعوا أظافر أيديهم. وكان ظن بشار أنه سوف يقمع الثورة في غضون أيام. لكن الثوار شبوا عن الطوق وتحدوا النظام. {{{ ولم يعد ثمة مهرب أمام بشار.. إن الثورة تهشم النظام. ولم يعد الفاعل أو اللاعب الوحيد.. فقد تبلورت في أتون الثورة أطياف سياسية سورية تتقدم المشهد بجسارة وصولا إلي تقويض حكم العائلة. وبناء سوريا جديدة لا مكان فيها للنخب المهترئة. المزيد من أعمدة محمد عيسي الشرقاوي