كان الأب حزينا علي مصرع ابنه الأكبر باسل في حادث سيارة عام.4991 لكن دموعه لم تمنعه من أرجاء التفكير فيمن يصبح الوريث من بعده وكان قد أعد باسل لذلك, لكن الموت اختطفه. وفي حوار مع زوجته السيدة أنيسة أعربت عن رغبتها في أن يصبح ابنهما ماهر ذلك الوريث لأنه عسكريا مثل والده الجنرال حافظ الأسد, الذي أصبح رئيسا لسوريا, عقب أنقلاب عسكري عام.0791 ولم يهتم الأب برغبة الأم, لأنه كان قد عقده العزم علي أن يصبح ابنه بشار هو الوريث المرتقب. واستدعاه من لندن حيث كان يدرس الطب. والحقه بالجيش, حتي يتأهل عسكريا. وأصبح الطبيب رئيسا بعد موت والده. وكان هذا إيذانا بتكريس مافيا العائلة الحاكمة في سوريا وشحوب نظام الحزب الواحد. ولئن كان نظام الحزب الواحد مرادفا للديكتاتورية, فإن حكم مافيا العائلة كان أضل سبيلا. وأنشأت العائلة مؤسساتها التجارية حتي تتحكم في اقتصاد البلاد وأرزاق العباد. وشكلت أجهزتها البوليسية لمطاردة من يجرؤ علي الحلم بالحرية والديمقراطية. وأمعن حكم مافيا العائلة في صنع خيوط شبكة أمنية مدببة أسنة رماحها لحماية مصالح العائلة وحلفائها من المنافقين والمتطفلين الذين ينهبون ثروات البلاد. وفرضوا حصارا شرسا علي المواطنين حتي لا يبرحوا خندق الاستعباد. وتظاهر أهل سوريا بالامتثال للقائد الملهم, حتي يفلتوا من العسف والجور. وظل القهر يخيم علي البلاد, حتي داهم نبأ سقوط حسني مبارك في ثورة52 يناير1102 الطبيبة السورية عائشة. وهاتفت صديقة وأبلغتها بالنبأ السار, وقالت عقبي لنا. والتقط عملاء بشار فرحة عائشة واعتقلوها مع صديقتها وتعرضنا للاهانة. ولما أطلقوا سراحهما. فطن أطفال عائلة الدكتورة عائشة إلي ما ألم بها من إذلال. وكتبوا غضبا واحتجاجا علي جدران مدينة درعا شعار الثورة لمصرية: الشعب يريد إسقاط النظام. واعتقل نظام بشار أطفال درعا. ونزع أظافرهم. وهشم أصابعهم. وخرجت درعا في مظهرات دفاعا عن الأطفال في81 مارس( آذار).1102 وبدأت الثورة السورية. ولم يتردد الطبيب في أن يقتل شعبه, في محاولة يائسة وحمقاء لإخماد الثورة. {{{ وإذا كانت الدكتورة عائشة قد أفسحت المجال لأطفال درعا بإطلاق شرارة الثورة, فإن فتاة سورية شجاعة هي رزان غزاوي قد برعت في تأجيج الثورة. وكانت تمتلك القدرة علي المراوغة والاختفاء عن الانظار. وتمكن جنود بشار من اعتقالها في ديسمبر.1102 وأثار اعتقالها ضجة سياسية. فهي ناشطة ومدونة ترشق كلماتها في قلب النظام منذ.5002 وتغرد خارج سرب القهر منذ9002, عندما أطلقت مدونتها رزانيات. في ذلك الوقت كانت تسقط في وحل السلطة مثقفة سورية هي الدكتورة بثينة شعبان. وأعربت عن خوفها من العودة إلي مسقط رأسها. فقد هتفت الثوار ضدها. وصارت عنوانا مخزيا لتواطؤ النخب مع نظم الأستبداد والفساد. {{{ وفي الشهر نفسه, ديسمبر1102, الذي تم فيه اعتقال رزان, اقتنصت المذيعة الأمريكية باربارا وولتز بشار, في أثناء حوار أجرته معه.. وأدان فيه نفسه عندما قال وهو ينكر الوقائع الدامغة والمأساوية لقتله الشعب السوري: ان من يقتل شعبه شخصا مجنونا. ويدخل نظام مافيا العائلة عام2102 في طور احتضاره وسقوطه ونصدق أمنية عائشة, وتتقافز رزان من الفرحة. المزيد من أعمدة محمد عيسي الشرقاوي